أخبرناه أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو العباس بن يعقوب ، حدثنا أحمد بن عبد الجبار ، حدثنا يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق ، حدثني الزهري ، عن عروة بن الزبير ، عن مروان بن الحكم ، والمسور بن مخرمة في قصة الحديبية قال : فدعت قريش سهيل بن عمرو ، فقالوا : اذهب إلى هذا الرجل فصالحه ، ولا يكن في صلحه إلا أن يرجع عنا عامه هذا ، لا يحدث العرب أنه دخل علينا عنوة فخرج سهيل من عندهم ، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلا قال : « قد أراد القوم الصلح حين بعثوا هذا الرجل » ، فلما انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جرى بينهما القول حتى وقع الصلح على أن توضع الحرب بينهما عشر سنين ، وأن يأمن الناس بعضهم من بعض ، وأن يرجع عنهم عامهم ذلك حتى إذا كان العام المقبل قدمها خلوا بينه وبين مكة ، فأقام بها ثلاثا ، وأنه لا يدخلها إلا بسلاح الراكب والسيوف في القرب ، وأنه من أتانا من أصحابك بغير إذن وليه لم نرده عليك ، وأنه من أتاك منا بغير إذن وليه رددته علينا ، وأن بيننا وبينك عيبة مكفوفة ، وأنه لا إسلال ولا إغلال وذكر الحديث بطوله ، وفيه : ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعا ، فلما أن كان بين مكة والمدينة نزلت عليه سورة الفتح من أولها إلى آخرها {إنا فتحنا لك فتحا مبينا} وكانت القصة في سورة الفتح وما ذكر من بيعة رسوله تحت الشجرة ، فلما أمن الناس وتفاوضوا لم يكلم أحد بالإسلام إلا دخل فيه ، فلقد دخل في تينك السنتين في الإسلام أكثر مما كان دخل فيه قبل ذلك ، وكان صلح الحديبية فتحا عظيما قال أحمد : رجعنا إلى إسناد أبي سعيد قال الشافعي : ثم نقض بعض قريش ، ولم ينكر عليه غيره ، ولم يعتزل داره فغزاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح مخفيا لوجهه ، ليصيب منهم غرة قال الشافعي : وليس للإمام أن يهادن على النظر إلى غير مدة ، ولكن يهادنهم على أن الخيار إليه متى شاء أن ينبذ إليه نبذا ، افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم أموال خيبر عنوة ، وكان رجالها وذراريها إلا أهل حصن واحد صلحا ، فصالحوه على أن يقرهم ما أقرهم الله يعملون له وللمسلمين بالشطر من التمر فإن قيل : ففي هذا نظر للمسلمين ؟ قيل : نعم ، كانت خيبر وسط مشركين ، وكانت يهود أهلها ومخالفين للمشركين حولها وأقوياء على منعها منهم ، وكانت وبئة لا توطأ إلا من ضرورة فكفوهم المؤنة ، ولم يكن بالمسلمين كثرة فينزلها منهم من يمنعها ، فلما كثر المسلمون أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإجلاء يهود الحجاز ، فثبت ذلك عند عمر فأجلاهم فإن قيل : فلم لا يقول : أقركم ما أقركم الله ؟ قيل : الفرق بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم في أن أمر الله عز وجل كان يأتي رسوله بالوحي ، ولا يأتي أحدا غيره بوحي ، وبسط الكلام في خلال ما نقلت ، وإنما نقلت ما عقله بالخبر ، وهذا اللفظ : « نقركم ما أقركم الله » في رواية مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم وروي أيضا في غير هذه الرواية
وقد روينا في حديث موسى بن عقبة ، عن نافع ، عن ابن عمر ، أن عمر بن الخطاب ، أجلى اليهود من أرض الحجاز ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ظهر على خيبر أراد إخراج اليهود منها ، وكانت الأرض حين ظهر عليها لله ولرسوله وللمسلمين ، فأراد إخراج اليهود منها فسألت اليهود رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقرهم بها على أن يكفوا عملها ولهم نصف التمر ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : « نقركم بها على ذلك ما شئنا » ، فقروا بها حتى أجلاهم عمر في إمارته إلى تيما وأريحا
Öneri Formu
Hadis Id, No:
202929, BMS005565
Hadis:
أخبرناه أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو العباس بن يعقوب ، حدثنا أحمد بن عبد الجبار ، حدثنا يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق ، حدثني الزهري ، عن عروة بن الزبير ، عن مروان بن الحكم ، والمسور بن مخرمة في قصة الحديبية قال : فدعت قريش سهيل بن عمرو ، فقالوا : اذهب إلى هذا الرجل فصالحه ، ولا يكن في صلحه إلا أن يرجع عنا عامه هذا ، لا يحدث العرب أنه دخل علينا عنوة فخرج سهيل من عندهم ، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلا قال : « قد أراد القوم الصلح حين بعثوا هذا الرجل » ، فلما انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جرى بينهما القول حتى وقع الصلح على أن توضع الحرب بينهما عشر سنين ، وأن يأمن الناس بعضهم من بعض ، وأن يرجع عنهم عامهم ذلك حتى إذا كان العام المقبل قدمها خلوا بينه وبين مكة ، فأقام بها ثلاثا ، وأنه لا يدخلها إلا بسلاح الراكب والسيوف في القرب ، وأنه من أتانا من أصحابك بغير إذن وليه لم نرده عليك ، وأنه من أتاك منا بغير إذن وليه رددته علينا ، وأن بيننا وبينك عيبة مكفوفة ، وأنه لا إسلال ولا إغلال وذكر الحديث بطوله ، وفيه : ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعا ، فلما أن كان بين مكة والمدينة نزلت عليه سورة الفتح من أولها إلى آخرها {إنا فتحنا لك فتحا مبينا} وكانت القصة في سورة الفتح وما ذكر من بيعة رسوله تحت الشجرة ، فلما أمن الناس وتفاوضوا لم يكلم أحد بالإسلام إلا دخل فيه ، فلقد دخل في تينك السنتين في الإسلام أكثر مما كان دخل فيه قبل ذلك ، وكان صلح الحديبية فتحا عظيما قال أحمد : رجعنا إلى إسناد أبي سعيد قال الشافعي : ثم نقض بعض قريش ، ولم ينكر عليه غيره ، ولم يعتزل داره فغزاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح مخفيا لوجهه ، ليصيب منهم غرة قال الشافعي : وليس للإمام أن يهادن على النظر إلى غير مدة ، ولكن يهادنهم على أن الخيار إليه متى شاء أن ينبذ إليه نبذا ، افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم أموال خيبر عنوة ، وكان رجالها وذراريها إلا أهل حصن واحد صلحا ، فصالحوه على أن يقرهم ما أقرهم الله يعملون له وللمسلمين بالشطر من التمر فإن قيل : ففي هذا نظر للمسلمين ؟ قيل : نعم ، كانت خيبر وسط مشركين ، وكانت يهود أهلها ومخالفين للمشركين حولها وأقوياء على منعها منهم ، وكانت وبئة لا توطأ إلا من ضرورة فكفوهم المؤنة ، ولم يكن بالمسلمين كثرة فينزلها منهم من يمنعها ، فلما كثر المسلمون أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإجلاء يهود الحجاز ، فثبت ذلك عند عمر فأجلاهم فإن قيل : فلم لا يقول : أقركم ما أقركم الله ؟ قيل : الفرق بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم في أن أمر الله عز وجل كان يأتي رسوله بالوحي ، ولا يأتي أحدا غيره بوحي ، وبسط الكلام في خلال ما نقلت ، وإنما نقلت ما عقله بالخبر ، وهذا اللفظ : « نقركم ما أقركم الله » في رواية مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم وروي أيضا في غير هذه الرواية
وقد روينا في حديث موسى بن عقبة ، عن نافع ، عن ابن عمر ، أن عمر بن الخطاب ، أجلى اليهود من أرض الحجاز ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ظهر على خيبر أراد إخراج اليهود منها ، وكانت الأرض حين ظهر عليها لله ولرسوله وللمسلمين ، فأراد إخراج اليهود منها فسألت اليهود رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقرهم بها على أن يكفوا عملها ولهم نصف التمر ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : « نقركم بها على ذلك ما شئنا » ، فقروا بها حتى أجلاهم عمر في إمارته إلى تيما وأريحا
Tercemesi:
Açıklama:
Yazar, Kitap, Bölüm:
Beyhakî, Ma'rifetü's-sünen ve'l-âsâr, Cizye 5565, 7/147
Senetler:
()
Konular: