كما حدثناه أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق و أخبرنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق الفقيه و علي بن الفضل بن محمد بن عقيل الخزاعي و اللفظ لهما قالا : أنبأ أبو شعيب الحراني ثنا أبو جعفر النفيلي ثنا محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق قال : لما قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة منصرفة من الطائف و كتب بجير بن زهير بن أبي سلمى إلى أخيه كعب بن زهير بن أبي سلمى يخبره أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قتل رجالا بمكة ممن كان يهجوه و يؤذيه و أنهى من بقي من شعراء قريش ابن الزبعرى و هبيرة بن أبي وهب قد هربوا في كل وجه فإن كانت لك في نفسك حاجة فطر إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فإنه لا يقتل احدا جاء تائبا و إن لم تفعل فانج بنفسك إلى نجائك و قد كان كعب قال : أبياتا نال فيها من رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى رويت عنه و عرفت و كان الذي قال :
ألا أبلغا عني بجيرا رسالة و هل لك فيما قلت ويلك هلكا
فخبرتني إن كنت لست بفاعل على أي شيء ويح غيرك دلكا
على خلق لم تلف أما و لا أبا عليه ولم تلف عليه أبا لكا
فإن أنت لم تفعل فلست بآسف و لا قائل لما عثرت لعالكا
سقاك بها المأمون كأسا روية فانهلك المأمون منها و علكا
قال : و إنما قال كعب المأمون لقول قريش لرسول الله صلى الله عليه و سلم و كانت تقوله فلما بلغ كعب ذلك ضاقت به الأرض و أشفق على نفسه و أرجف به من كان في حاضره من عدوه فقالوا هو مقتول فلما لم يجد من شيء بدا قال قصدته التي يمدح فيها رسول الله صلى الله عليه و سلم و ذكر خوفه و إرجاف الوشاة به من عنده ثم خرج حتى قدم المدينة فنزل على رجل كانت بينه و بينه معرفة من جهينة كما ذكر لي فغدا به إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم حين صلى الصبح فصلى مع الناس ثم أشار له إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : هذا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقم إليه فاستأمنه فذكر لي أنه قام إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى وضع يده في يده و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يعرفه فقال : يا رسول الله إن كعب بن زهير جاء ليستأمن منك تائبا مسلما هل تقبل منه أنا جئتك به ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : نعم فقال : يا رسول الله أنا كعب بن زهير
قال ابن إسحاق : فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة قال : وثب عليه رجل من الأنصار و قال : يا رسول الله دعني و عدوا الله اضرب عنقه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم دعه عنك فإنه قد جاء تائبا نازعا فغضب كعب على هذا الحي من الأنصار لما صنع به صاحبهم و ذلك أنه لم يكن يتكلم رجل من المهاجرين فيه إلا بخير فقال قصيدته التي حين قدم على رسول الله صلى الله عليه و سلم بانت سعاد فذكر القصيدة إلى آخرها و زاد فيها :
ترمي الفجاج بعيني مفرد لهق إذا توقدت الحزان فالميل
ضخم مقلدها فعم مقيدها في خلقها عن بنات الفحل تفضيل
تهوى على يسرات و هي لاهية ذوابل و قعهن الأرض تحليل
و قال للقوم حاديهم و قد جعلت ورق الجنادب يركضن الحصى قيل
لما رأيت حداب الأرض يرفعها مع اللوامع تخليط و ترجيل
و قال كل صديق كنت آمله لا ألفينك إني عنك مشغول
إذا يساور قرنا لا يحل له أن يترك القرن إلا و هو مفلول
قال عاصم بن عمر بن قتادة : فلما قال : إذا عرد السود التنابيل و إنما يرد معاشر الأنصار لما كان صنع صاحبهم و خص المهاجرين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم من قريش بمديحه غضبت عليه الأنصار فقال بعد أن أسلم و هو يمدح الأنصار و يذكر بلاءهم مع رسول الله صلى الله عليه و سلم و موضعهم من اليمن فقال :
من سره كرم الحياة فلا يزل في مقنب من صالحي الأنصار
و رثوا المكارم كابرا عن كابر إن الخيار هم بنو الأخيار
الباذلين نفوسهم لنبيهم عند الحجاج و وقعة الجبار
و الناظرين بأعين محمرة كالجمر غير كليلة الأبصار
المكرهين السمهري بأذرع كسواقل الهندي غير قصار
و لهم إذا خبت النجوم و غورت للطائفين الطارقين مقاري
الذائدين الناس عن أديانهم بالمشرفي و بالقنا الخطار
حتى استقاموا و الرماح تكبهم في كل مجهلة و كل ختار
للحق إن الله ناصر دينه و نبيه بالحق و الأنذار
و المطعمين الضيف حتى ينوبهم من شحم كوم كالهضاب عشار
و المقدمين إذا الكماة تواكلت و الضاربين الناس في الإعصار
يسعون للاعدا بكل طمرة و أقب معتدل البليل مطار
متقادم بلغ أجش مهيلة كالسيف يهدم حلقه بسوار
دبروا كما دربت ببطن حفية غلب الرقاب من الأسود ضواري
و كهول صدق كالأسود مصالت و بكل أغبر مدرك الأوتار
و بمترصات كالثقاف ثواهل يشفي الغليل بها من الفجار
ضربوا علينا يوم بدر ضربة دانت لوقعتها جموع نزار
لا يشتكون الموت إن نزلت بهم حرب ذوات مغاور و إوار
يتطهرون كأنه نسك لهم بد ماء من علقوا من الكفار
و إذا آتيتهم لتطلب نصرهم أصبحت بين معافر و غفار
يحمون دين الله إن لدينه حقا بكل معرد مغوار
لو تعلم الأقوام علمي كله فيهم لصدقني الذين أماري
Öneri Formu
Hadis Id, No:
194791, NM006623
Hadis:
كما حدثناه أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق و أخبرنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق الفقيه و علي بن الفضل بن محمد بن عقيل الخزاعي و اللفظ لهما قالا : أنبأ أبو شعيب الحراني ثنا أبو جعفر النفيلي ثنا محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق قال : لما قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة منصرفة من الطائف و كتب بجير بن زهير بن أبي سلمى إلى أخيه كعب بن زهير بن أبي سلمى يخبره أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قتل رجالا بمكة ممن كان يهجوه و يؤذيه و أنهى من بقي من شعراء قريش ابن الزبعرى و هبيرة بن أبي وهب قد هربوا في كل وجه فإن كانت لك في نفسك حاجة فطر إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فإنه لا يقتل احدا جاء تائبا و إن لم تفعل فانج بنفسك إلى نجائك و قد كان كعب قال : أبياتا نال فيها من رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى رويت عنه و عرفت و كان الذي قال :
ألا أبلغا عني بجيرا رسالة و هل لك فيما قلت ويلك هلكا
فخبرتني إن كنت لست بفاعل على أي شيء ويح غيرك دلكا
على خلق لم تلف أما و لا أبا عليه ولم تلف عليه أبا لكا
فإن أنت لم تفعل فلست بآسف و لا قائل لما عثرت لعالكا
سقاك بها المأمون كأسا روية فانهلك المأمون منها و علكا
قال : و إنما قال كعب المأمون لقول قريش لرسول الله صلى الله عليه و سلم و كانت تقوله فلما بلغ كعب ذلك ضاقت به الأرض و أشفق على نفسه و أرجف به من كان في حاضره من عدوه فقالوا هو مقتول فلما لم يجد من شيء بدا قال قصدته التي يمدح فيها رسول الله صلى الله عليه و سلم و ذكر خوفه و إرجاف الوشاة به من عنده ثم خرج حتى قدم المدينة فنزل على رجل كانت بينه و بينه معرفة من جهينة كما ذكر لي فغدا به إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم حين صلى الصبح فصلى مع الناس ثم أشار له إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : هذا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقم إليه فاستأمنه فذكر لي أنه قام إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى وضع يده في يده و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يعرفه فقال : يا رسول الله إن كعب بن زهير جاء ليستأمن منك تائبا مسلما هل تقبل منه أنا جئتك به ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : نعم فقال : يا رسول الله أنا كعب بن زهير
قال ابن إسحاق : فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة قال : وثب عليه رجل من الأنصار و قال : يا رسول الله دعني و عدوا الله اضرب عنقه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم دعه عنك فإنه قد جاء تائبا نازعا فغضب كعب على هذا الحي من الأنصار لما صنع به صاحبهم و ذلك أنه لم يكن يتكلم رجل من المهاجرين فيه إلا بخير فقال قصيدته التي حين قدم على رسول الله صلى الله عليه و سلم بانت سعاد فذكر القصيدة إلى آخرها و زاد فيها :
ترمي الفجاج بعيني مفرد لهق إذا توقدت الحزان فالميل
ضخم مقلدها فعم مقيدها في خلقها عن بنات الفحل تفضيل
تهوى على يسرات و هي لاهية ذوابل و قعهن الأرض تحليل
و قال للقوم حاديهم و قد جعلت ورق الجنادب يركضن الحصى قيل
لما رأيت حداب الأرض يرفعها مع اللوامع تخليط و ترجيل
و قال كل صديق كنت آمله لا ألفينك إني عنك مشغول
إذا يساور قرنا لا يحل له أن يترك القرن إلا و هو مفلول
قال عاصم بن عمر بن قتادة : فلما قال : إذا عرد السود التنابيل و إنما يرد معاشر الأنصار لما كان صنع صاحبهم و خص المهاجرين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم من قريش بمديحه غضبت عليه الأنصار فقال بعد أن أسلم و هو يمدح الأنصار و يذكر بلاءهم مع رسول الله صلى الله عليه و سلم و موضعهم من اليمن فقال :
من سره كرم الحياة فلا يزل في مقنب من صالحي الأنصار
و رثوا المكارم كابرا عن كابر إن الخيار هم بنو الأخيار
الباذلين نفوسهم لنبيهم عند الحجاج و وقعة الجبار
و الناظرين بأعين محمرة كالجمر غير كليلة الأبصار
المكرهين السمهري بأذرع كسواقل الهندي غير قصار
و لهم إذا خبت النجوم و غورت للطائفين الطارقين مقاري
الذائدين الناس عن أديانهم بالمشرفي و بالقنا الخطار
حتى استقاموا و الرماح تكبهم في كل مجهلة و كل ختار
للحق إن الله ناصر دينه و نبيه بالحق و الأنذار
و المطعمين الضيف حتى ينوبهم من شحم كوم كالهضاب عشار
و المقدمين إذا الكماة تواكلت و الضاربين الناس في الإعصار
يسعون للاعدا بكل طمرة و أقب معتدل البليل مطار
متقادم بلغ أجش مهيلة كالسيف يهدم حلقه بسوار
دبروا كما دربت ببطن حفية غلب الرقاب من الأسود ضواري
و كهول صدق كالأسود مصالت و بكل أغبر مدرك الأوتار
و بمترصات كالثقاف ثواهل يشفي الغليل بها من الفجار
ضربوا علينا يوم بدر ضربة دانت لوقعتها جموع نزار
لا يشتكون الموت إن نزلت بهم حرب ذوات مغاور و إوار
يتطهرون كأنه نسك لهم بد ماء من علقوا من الكفار
و إذا آتيتهم لتطلب نصرهم أصبحت بين معافر و غفار
يحمون دين الله إن لدينه حقا بكل معرد مغوار
لو تعلم الأقوام علمي كله فيهم لصدقني الذين أماري
Tercemesi:
Açıklama:
Yazar, Kitap, Bölüm:
Hâkim en-Nîsâbûrî, el-Müstedrek, Ma'rifetü's- sahâbe 6623, 8/162
Senetler:
()
Konular: