ثُمَّ كَانَتْ وَقْعَةُ الْأَحْزَابِ بَعْدَ وَقْعَةِ أُحُدٍ بِسَنَتَيْنِ، وَذَلِكَ يَوْمُ الْخَنْدَقِ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَانِبَ الْمَدِينَةِ، وَرَأْسُ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَئِذٍ أَبُو سُفْيَانَ، فَحَاصَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ بِضْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً، حَتَّى خَلُصَ إِلَى كُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمُ الْكَرْبُ، وَحَتَّى قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ـ كَمَا أَخْبَرَنِي ابْنُ الْمُسَيِّبِ ـ «اللَّهُمَّ إِنِّي أُنْشِدُكَ عَهْدَكَ وَوَعْدَكَ، اللَّهُمَّ إِنَّكَ إِنْ تَشَأْ أَنْ لَا تُعْبَدَ» فَبَيْنَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ إِذْ أَرْسَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عُيَيْنَةَ بْنِ حِصْنِ بْنِ بَدْرٍ الْفَزَارِيِّ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ رَأْسُ الْمُشْرِكِينَ مِنْ غَطَفَانَ، وَهُوَ مَعَ أَبِي سُفْيَانَ: «أَرَأَيْتَ إِنْ جَعَلْتُ لَكَ ثُلُثَ ثَمَرِ الْأَنْصَارِ أَتَرْجِعُ بِمَنْ مَعَكَ مِنْ غَطَفَانَ؟ وَتُخَذِّلُ بَيْنَ الْأَحْزَابِ؟»، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ عُيَيْنَةُ إِنْ جَعَلْتَ لِي الشَّطْرَ فَعَلْتُ، فَأَرْسَلَ إِلَى سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ وَهُوَ سَيِّدُ الْأَوْسِ، وَإِلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ وَهُوَ سَيِّدُ الْخَزْرَجِ فَقَالَ لَهُمَا: «إِنَّ عُيَيْنَةَ بْنَ حِصْنٍ قَدْ سَأَلَنِي نِصْفَ ثَمَرِكُمَا عَلَى أَنْ يَنْصَرِفَ بِمَنْ مَعَهُ مِنْ غَطَفَانَ، وَيُخَذِّلَ بَيْنَ الْأَحْزَابِ، وَإِنِّي قَدْ أَعْطَيْتُهُ الثُّلُثَ فَأَبَى إِلَّا الشَّطْرَ، فَمَاذَا تَرَيَانِ؟» قَالَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ أُمِرْتَ بِشَيْءٍ فَامْضِ لِأَمْرِ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ كُنْتُ أُمِرْتُ بِشَيْءٍ لَمْ أَسْتَأمِرْكُمَا، وَلَكِنْ هَذَا رَأْيِي أَعْرِضُهُ عَلَيْكُمَا» قَالَا: فَإِنَّا لَا نَرَى أَنْ نُعْطِيَهُ إِلَّا السَّيْفَ قَالَ: «فَنِعْمَ إِذًا» قَالَ مَعْمَرٌ: فَأَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ أَنَّهُمَا قَالَا لَهُ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ كَانَ أَفُلَانَ حِينَ جَاءَ اللَّهُ بِالْإِسْلَامِ نُعْطِيهِمْ ذَلِكَ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَنِعْمَ إِذًا». قَالَ الزُّهْرِيُّ فِي حَدِيثِهِ عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ: فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ جَاءَهُمْ نُعَيْمُ بْنُ مَسْعُودٍ الْأَشْجَعِيُّ، وَكَانَ يَأْمَنُهُ الْفَرِيقَانِ، كَانَ مُوادِعًا لَهُمَا فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ عِنْدَ عُيَيْنَةَ وَأَبِي سُفْيَانَ إِذْ جَاءَهُمْ رَسُولُ بَنِي قُرَيْظَةَ: أَنِ اثْبُتُوا، فَإِنَّا سَنُخَالِفُ الْمُسْلِمِينَ إِلَى بَيْضَتِهِمْ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَلَعَلَّنَا أَمَرْنَاهُمْ بِذَلِكَ»، وَكَانَ نُعَيْمٌ رَجُلًا لَا يَكْتُمُ الْحَدِيثَ، فَقَامَ بِكَلِمَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَهُ عُمَرُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ كَانَ هَذَا الْأَمْرُ مِنَ اللَّهِ فَأَمْضِهِ، وَإِنْ كَانَ رَأَيًا مِنْكَ فَإِنَّ شَأْنَ قُرَيْشٍ وَبَنِي قُرَيْظَةَ أَهْوَنُ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِأَحَدٍ عَلَيْكَ فِيهِ مَقَالٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَلَيَّ الرَّجُلَ» رُدُّوهُ فَرَدُّوهُ فَقَالَ: انْظُرِ الَّذِي ذَكَرْنَا لَكَ، فَلَا تَذْكُرْهُ لِأَحَدٍ " فَإِنَّمَا أَغْرَاهُ فَانْطَلَقَ حَتَّى أَتَى عُيَيْنَةَ وَأَبَا سُفْيَانَ فَقَالَ: هَلْ سَمِعْتُمْ مِنْ مُحَمَّدٍ يَقُولُ قَوْلًا إِلَّا كَانَ حَقًّا؟ قَالَا: لَا قَالَ: فَإِنِّي لَمَّا ذَكَرْتُ لَهُ شَأْنَ قُرَيْظَةَ قَالَ: فَلَعَلَّنَا أَمَرْنَاهُمْ بِذَلِكَ قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: سَنَعْلَمُ ذَلِكَ إِنْ كَانَ مَكْرًا، فَأَرْسَلَ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ أَنَّكُمْ قَدْ أَمَرْتُمُونَا أَنْ نَثْبُتَ، وَأَنَّكُمْ سَتُخَالِفُونَ الْمُسْلِمِينَ إِلَى بَيْضَتِهِمْ، فَأَعْطُونَا بِذَلِكَ رَهِينَةً فَقَالُوا: إِنَّهَا قَدْ دَخَلَتْ لَيْلَةُ السَّبْتِ، وَإِنَّا لَا نَقْضِي فِي السَّبْتِ شَيْئًا فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ إِنَّكُمْ فِي مَكْرٍ مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ، فَارْتَحِلُوا، وَأَرْسَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الرِّيحَ، وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ، فَأطْفَأتْ نِيرَانَهُمْ وَقَطَعَتْ أَرْسَانَ خُيُولِهِمْ، وَانْطَلَقُوا مُنْهَزِمِينَ مِنْ غَيْرِ قِتَالٍ قَالَ: فَذَلِكَ حِينَ يَقُولُ: {وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا} [الأحزاب: 25] قَالَ: فَنَدَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابَهُ فِي طَلَبِهِمْ، فَطَلَبُوهُمْ حَتَّى بَلَغُوا حَمْرَاءَ الْأَسَدِ قَالَ: فَرَجَعُوا قَالَ: فَوَضَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَأْمَتَهُ، وَاغْتَسَلَ وَاسْتَجْمَرَ، فَنَادَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِبْرِيلُ: عَذِيرُكَ مِنْ مُحَارِبٍ، أَلَا أَرَاكَ قَدْ وَضَعْتَ اللَّأْمَةَ، وَلَمْ نَضَعْهَا نَحْنُ بَعْدُ فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَزِعًا فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: «عَزَمْتُ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُصَلُّوا الْعَصْرَ حَتَّى تَأْتُوا بَنِي قُرَيْظَةَ»، فَغَرَبِتِ الشَّمْسُ قَبْلَ أَنْ يَأْتُوهَا، فَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُرِدْ أَنْ تَدَعُوا الصَّلَاةَ فَصَلُّوا، وَقَالَتْ طَائِفَةٌ: إِنَّا لَفِي عَزِيمَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا عَلَيْنَا مِنْ بَأْسٍ، فَصَلَّتْ طَائِفَةٌ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا وَتَرَكَتْ طَائِفَةٌ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا قَالَ: فَلَمْ يُعَنِّفِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاحِدًا مِنَ الْفَرِيقَيْنِ، وَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَرَّ بِمَجَالِسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ بَنِي قُرَيْظَةَ، فَقَالَ: «هَلْ مَرَّ بِكُمْ مِنْ أَحَدٍ؟» فَقَالُوا: نَعَمْ، مَرَّ عَلَيْنَا دِحْيَةُ الْكَلْبِيُّ عَلَى بَغْلَةٍ شَهْبَاءَ تَحْتَهُ قَطِيفَةُ دِيبَاجٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ ذَلِكَ وَلَكِنَّهُ جِبْرِيلُ، أُرْسِلَ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ لِيُزَلْزِلَ حُصُونَهُمْ، وَيَقْذِفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ» فَحَاصَرَهُمْ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا انْتَهَى أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَهُمْ أَنْ يَسْتُرُوهُ بِجُحَفِهِمْ لِيَقُوهُ الْحِجَارَةَ، حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَهُمْ، فَفَعَلُوا فَنَادَاهُمْ: «يَا إِخْوَةَ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرَ» فَقَالُوا: يَا أَبَا الْقَاسِمِ مَا كُنْتَ فَاحِشًا فَدَعَاهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ قَبْلَ أَنْ يُقَاتِلَهُمْ، فَأَبَوْا أَنْ يُجِيبُوهُ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَقَاتَلَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، حَتَّى نَزَلُوا عَلَى حُكْمِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، وَأَبَوْا أَنْ يَنْزِلُوا عَلَى حُكْمِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَزَلُوا عَلَى دَاءٍ فَأَقْبَلُوا بِهِمْ، وَسَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ أَسِيرًا عَلَى أَتَانٍ، حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخَذَتْ قُرَيْظَةُ تُذَكِّرُهُ بِحِلْفِهِمْ، وَطَفِقَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ يَنْفَلِتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسْتَأْمِرًا، يَنْتَظِرُهُ فِيمَا يُرِيدُ أَنْ يَحْكُمَ بِهِ، فَيُجِيبُ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرِيدُ أَنْ يَقُولَ: انْفِرْ بِمَا أَنَا حَاكِمٌ، وَطَفِقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ بِقَوْلِ: «نَعَمْ» قَالَ سَعْدٌ: فَإِنِّي أَحْكُمُ بِأَنْ يُقْتَلَ مُقَاتِلَتُهُمْ، وَتُقَسَّمَ أَمْوَالُهُمْ، وَتُسْبَى ذَرَارِيهِمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَصَابَ الْحُكْمَ» قَالَ: وَكَانَ حُيَيُّ بْنُ أَخْطَبَ اسْتَجَاشَ الْمُشْرِكِينَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَلَاكَ لِبَنِي قُرَيْظَةَ، فَاسْتَفْتَحَ عَلَيْهِمْ لَيْلًا، فَقَالَ سَيِّدُهُمْ: إِنَّ هَذَا رَجُلٌ مَشْئُومٌ، فَلَا يَشْأَمَنَّكُمْ حُيَيٌّ، فَنَادَاهُمْ يَا بَنِي قُرَيْظَةَ أَلَا تَسْتَجِيبُوا؟ أَلَا تَلْحِقُونِي؟ أَلَا تُضَيِّفُونِي؟ فَإِنِّي جَامِعٌ مَغْرُورٌ، فَقَالَتْ بَنُو قُرَيْظَةَ: وَاللَّهِ لَنَفْتَحَنَّ لَهُ، فَلَمْ يَزَالُوا حَتَّى فَتَحُوا لَهُ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِمْ أُطُمَهُمْ قَالَ: يَا بَنِي قُرَيْظَةَ جِئْتُكُمْ فِي عَزِّ الدَّهْرِ، جِئْتُكُمْ فِي عَارِضِ بَرْدٍ لَا يَقُومُ لِسَبِيلِهِ شَيْءٌ، فَقَالَ لَهُ سَيِّدُهُمْ: أتَعِدُنَا عَارِضًا بَرْدًا يَنْكَشِفُ عَنَّا، وَتَدَعُنَا عِنْدَ بَحْرٍ دَائِمٍ لَا يُفَارِقُنَا، إِنَّمَا تَعِدُنَا الْغُرُورَ قَالَ: فَوَاثَقَهُمْ وَعَاهَدَهُمْ لِإِنِ انْفَضَّتْ جُمُوعُ الْأَحْزَابِ أَنْ يَجِيئَ حَتَّى يَدْخُلَ مَعَهُمْ أُطُمَهُمْ، فَأَطَاعُوهُ حِينَئِذٍ بِالْغَدْرِ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُسْلِمِينَ، فَلَمَّا فَضَّ اللَّهُ جُمُوعَ الْأَحْزَابَ انْطَلَقَ حَتَّى إِذَا كَانَ بِالرَّوْحَاءِ، ذَكَرَ الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ الَّذِي أَعْطَاهُمْ، فَرَجَعَ حَتَّى دَخَلَ مَعَهُمْ، فَلَمَّا أَقْبَلَتْ بَنُو قُرَيْظَةَ أُتِيَ بِهِ مَكْتُوفًا بِقِدٍّ فَقَالَ حُيَيٌّ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَمَا وَاللَّهِ مَا لُمْتُ نَفْسِي فِي عَدَاوَتِكَ، وَلَكِنَّهُ مَنْ يَخْذُلِ اللَّهَ يُخْذَلُ، فَأَمَرَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَضُرِبَتْ عُنُقُهُ

"Uhud Savaşı’ndan iki yıl sonra Ahzâb Gazvesi meydana geldi. Bu, Hendek Günü idi. Rasulullah (sav) o gün Medine tarafındaydı. Müşriklerin lideri Ebu Süfyân’dı. Rasulullah (sav) ve ashabını on küsur gece kuşattılar. Sıkıntı her birine iyice ulaştı. Öyle ki, Nebî (sav), [İbn Müseyyeb’in rivayetine göre] 'Allah’ım! Sana ahdini ve vaadini hatırlatıyorum. Allah’ım! Eğer dilersen, (yeryüzünde) Sana artık ibadet edilmez' diye dua etti. Bu durum devam ederken, Nebî (sav), o gün Ebu Süfyân'ın yanında saf tutan, Gatafân kabilesinin lideri Uyeyne b. Hısn b. Bedr el-Fazârî’ye haber gönderdi ve 'Ne dersin, sana Ensar hurmalarının üçte birini versem, yanındaki Gatafânlıları alıp dönerek Müşrik ordusu (Ahzâb) arasında çözülme sağlar mısın?' dedi. Uyeyne 'Eğer bana yarısını verirsen yaparım' diye haber gönderdi. Bunun üzerine Nebî (sav), Evs kabilesinin reisi Sa'd b. Muâz ile, Hazrec kabilesinin reisi Sa'd b. Ubâde’yi çağırdı ve onlara 'Uyeyne b. Hısn, hurmalarınızın yarısını benden istedi. Karşılığında yanındaki Gatafânlılarla geri dönecek ve Ahzâb arasında çözülme sağlayacak. Ben ona üçte birini verdim, ama o yarısını istiyor. Siz ne dersiniz?' diye sordu. Onlar da 'Ey Allah’ın Resûlü! Eğer bu konuda sana bir emir gelmişse, Allah’ın emrini uygula' dediler. Rasulullah (sav) 'Eğer bana bu konuda bir emir gelseydi, size danışmazdım. Ama bu, benim kendi görüşüm, size arz ediyorum' buyurdu. Onlar 'Biz ona ancak kılıcı veririz' dediler. Bunun üzerine Hz. Peygamber (sav) 'İyi o zaman öyle olsun' buyurdu. Ma'mer der ki: Bana İbn Ebu Necîh haber verdiğine göre onlar 'Vallahi, ey Allah’ın Rasûlü! Allah bize İslâm’ı getirdiği vakit dahi ona (Uyeyne’ye) böyle bir şey vermezken, şimdi mi vereceğiz?' dediler. Hz. Nebî (sav) de ' iyi o zaman öyle olsun' dedi" Zuhrî, İbn Müseyyeb’den rivayetinde der ki: "Bu sırada Nuaym b. Mesûd el-Eşcaî geldi. O, hem Müslümanlar hem de karşı taraf tarafından güvenilir biriydi. İkisiyle de anlaşmalıydı. Nuaym Hz. Peygamber'e (sav) şöyle dedi: Ben Uyeyne ve Ebu Süfyân’ın yanında iken, onlara Kurayza oğullarından bir elçi geldi ve 'Dayanın! Biz Müslümanların merkezine saldıracağız' dedi. Hz. Peygamber (sav) 'Belki de onlara bunu biz emretmişizdir' buyurdu. Nuaym, sözü saklamayan biriydi. Nebî'nin (sav) bu sözünü aldı ve gitti. Ömer (ra) geldi ve 'Ey Allah’ın Rasulü! Eğer bu Allah’tan bir emir ise onu uygula, ama eğer kendi görüşünse, Kureyş ve Kurayza oğullarının meselesi senin için o kadar önemsiz ki kimsenin bu konuda sana söz söyleme hakkı yoktur' dedi. Bunun üzerine Nebî (sav) 'O adamı (Nu‘aym’ı) bana getirin' buyurdu. Onu getirdiler. Nebî (sav) ona 'Sana söylediğimiz şeyi kimseye söyleme' dedi. Nuaym gitti, Uyeyne ve Ebu Süfyân’ın yanına vardı ve onlara 'Muhammed’in ağzından işittiğiniz her söz doğru değil miydi?' dedi. Onlar 'Evet' dediler. Nuaym 'Ben ona Kurayza oğulları meselesini söyleyince, bana 'Belki biz onlara bunu emretmişizdir' dedi.' diye aktardı. Ebu Süfyân, 'Eğer bu bir hile ise yakında anlarız' dedi ve Kurayza oğullarına 'Bize, dayanmamızı ve Müslümanların merkezine saldıracağınızı söylediniz; bunun için bize rehin verin' diye haber gönderdi. Onlar da 'Şimdi cumartesi gecesi girdi, biz cumartesi günü hiçbir iş yapmayız' dediler. Bunun üzerine Ebu Süfyân, 'Kurayza oğulları bize tuzak kuruyor, çekilip gidin' dedi. Derken Allah onlara rüzgâr gönderdi, kalplerine korku düşürdü, ateşlerini söndürdü, atlarının bağlarını çözdü ve böylece savaşmadan çekip gittiler. Ravi der ki: Yüce Allah'ın 'Savaşta, inananlara Allah'ın yardımı yetti. Allah kuvvetli olandır, güçlü olandır' [Ahzâb, 33/25] buyruğu buna işarettir." Ravi der ki: "Hz. Peygamber (sav), ashabını onları takip etmeye çağırdı. Onları, Hamrâü’l-Esed’e kadar takip ettiler, sonra geri döndüler. Nebî (sav) zırhını çıkardı, gusletti ve güzel koku sürdü. Bu sırada Cebrail (as) 'Allah seni sana saldıran düşmanlarından korusun. Görüyorum ki Sen zırhını çıkarmışsın ama biz henüz çıkarmadık' diye Hz. Peygamber'e (sav) seslendi. Bunun üzerine Nebî (sav) hemen kalktı ve ashabına 'Size kesin olarak söylüyorum ki, Kurayza oğulları yurduna varıncaya kadar ikindi namazını kılmayın' buyurdu. Güneş batmadan oraya ulaşamadılar. Müslümanların bir kısmı 'Nebî (sav) namazı terk etmenizi istemedi' diyerek namazını yolda kıldı; bir kısmı ise 'Biz Nebî'nin (sav) kesin emrindeyiz, bunda sakınca yok' dedi. Böylece bir gurup inanarak ve sevabını Allah'tan umarak namazını orada kıldı, bir kısmı da inanarak ve sevabını Allah'tan umarak namazını kılmadı. Hz. Nebî (sav) iki gruptan hiçbirini kınamadı. Nebî (sav) yolda bazı toplulukların yanından geçti ve 'Buradan kim geçti?' diye sordu. Onlar 'Dihye el-Kelbî, beyaz bir katır üzerinde, altında ipekli bir örtü ile geçti' dediler. Nebî (sav) 'O Dihye değildi; o, Cebrâil’di. Kurayza oğullarına gidip, kalelerini sarsmak ve kalplerine korku salmak için gönderilmişti' buyurdu." "Müslümanlar Kurayza oğullarını kuşattılar. Nebî (sav) yaklaşıp konuşmalarını duyabilmek için sahabeye, kalkanlarıyla, kendisini taşlardan korumalarını emretti. Nebî (sav) onlara 'Ey maymun ve domuzun kardeşleri!' diye seslendi. Onlar: 'Ey Ebu Kâsım! Sen kaba bir insan değildin' dediler. Nebî (sav) onları savaşmadan önce İslâm’a davet etti, ancak onlar kabul etmediler. Hz. Peygamber ve beraberindeki Müslümanlar onlarla savaştı, sonunda, Sa'd b. Muâz’ın hüküm vermesi şartıyla teslim oldular ve Hz. Peygamber'in hakemliğini reddettiler. Böylece onlar kendileri için ağır bir hükme razı oldular. (Müslümanlar) onları getirdiler. Sa'd b. Mu‘âz, bir merkep üzerinde tutunmuş olarak geldi. Nihayet hepsi birlikte Allah’ın Rasulü’nün yanına vardılar. Kurayza oğulları, eski dostluklarını hatırlatarak Sa'd'ı etkilemeye çalıştı. Sa'd b. Muâz, vereceği hüküm konusunda Allah’ın Rasûlü (sav) ile istişare etmek üzere ona yönelmeye başladı. Hükmü açıklamadan önce, Rasulullah’ın (sav) ne diyeceğini bekliyordu. Allah Rasulü de ona 'Devam et, ben de bu hükme razıyım' demek istercesine 'Evet' diyordu. Sa'd 'Savaşçı erkekleri öldürülecek, malları taksim edilecek, kadın ve çocukları esir edilecektir' diye hüküm verdi. Nebî (sav) 'Doğru hüküm verdin' buyurdu. Hendek savaşında Müşrikleri Allah’ın Rasulü’ne (sav) karşı müşrikleri kışkırtan Huyey b. Ahtab, Kurayza oğullarına gelip geceleyin onların kalesinin kapısını çaldı. Onların reisi (Ka‘b b. Esed) 'Bu uğursuz bir adamdır. Sakın Huyey size uğursuzluk getirmesin' dedi. Fakat Huyey onlara seslenerek 'Ey Kurayza oğulları! Bana cevap vermeyecek misiniz? Bana katılmayacak mısınız? Beni misafir etmeyecek misiniz? Ben mağrur bir toplulukla geldim' dedi. Bunun üzerine Kurayza oğulları 'Vallahi ona kapıyı açacağız' dediler ve sonunda ona kapıyı açtılar. Huyey onların kalesine girdiğinde 'Ey Kurayza oğulları! Size zamanın en güçlü döneminde geldim. Size öyle bir soğuk (güçlü) rüzgârın estiği vakitte geldim ki, onun karşısında hiçbir güç duramaz' dedi. Reisleri ona 'Sen bize, gelip geçici ve yakında dağılacak bir soğuk (güçlü) dalgası mı vaat ediyorsun, yoksa bizi hiç ayrılmayan, sürekli bir deniz (gibi) kuşatacak bir tehlikenin karşısında mı bırakıyorsun? Sen bize ancak aldatıcı bir vaat veriyorsun' dedi. Buna rağmen Huyey, onlarla anlaşma yaptı ve 'Eğer Müşrik ordusu (Ahzab) dağılırsa, sizinle birlikte kalenizde kalacağım' dedi. Bunu üzerine onlar Hz. Peygamber’e (sav) ve Müslümanlara ihanet etmeyi kabul ettiler. Allah, Ahzab ordusunu dağıttığında Huyey, Ravhâ denilen yere gelince, onlara verdiği ahdi ve yaptığı sözleşmeyi hatırladı ve geri dönerek onlarla birlikte kaleye girdi. Sonra Kurayza oğulları esir edilince, Huyey b. Ahtab, dizbağı ile bağlı olarak getirildi. Peygamber’e (sav) 'Vallahi, sana düşmanlık etmemde kendimi kınamıyorum, ancak Allah kimi zelil kılarsa, o mutlaka zelil olur' dedi. Bunun üzerine Peygamber (sav) emretti, boynu vuruldu."

• Abdürrezzak b. Hemmam Musannef Meğâzî 9737, 5/367

عبد الرزاق عن ابن جريج قال : قلت لعطاء : طفت سبعا ثم جاءني البيت أني طفت ثمانية أطواف ، قال : فطف سبعا آخر ، فاجعلها ستة أطواف.

• Abdürrezzak b. Hemmam Musannef Meğâzî 9811, 5/500

عبد الرزاق عن ابن جريج قال : لعطاء : طفت سبعا وصليت ، ثم جاءني البيت أني طفت ستة أطواف ، قال : فطف سبعا آخر ، واجعلها ثمانية أطواف ، قال عطاء : إن طفت ستة أطواف فطف واحدا وصل ركعتين - وقاله عمرو.

• Abdürrezzak b. Hemmam Musannef Meğâzî 9812, 5/500

أخبرنا عبد الرزاق عن ابن جريج قال : قال أبو خلف : كنت في حرس ابن الزبير فطاف ثمانية أطواف حتى بلغ في الناس عند وسط الحجر ، فقيل له في ذلك ، فأتم بسبعة أطواف ، وقال : إنما الطواف وتر.

• Abdürrezzak b. Hemmam Musannef Meğâzî 9813, 5/501

عبد الرزاق عن الاسلمي عن جعفر بن محمد عن أبيه أن عليا كان يقول في الرجل يطوف بالبيت وبين الصفا والمروة ثلاثة أطواف ، قال : يطوف أربعة عشر.

• Abdürrezzak b. Hemmam Musannef Meğâzî 9814, 5/501

عبد الرزاق عن الثوري عن أبي بكر قال : سمعت سعيد بن جبير يسئل عن رجل يطوف بين الصفا والمروة بمئة أطواف ، قال : لا شئ عليه.

• Abdürrezzak b. Hemmam Musannef Meğâzî 9815, 5/501

أخبرنا عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني عطاء أن عبد الرحمن بن أبي بكر طاف في إمارة عمرو بن سعيد على مكة ، فخرج عمرو إلى الصلاة ، فقال له عبد الرحمن : أنظرني حتى أنصرف على وتر ، فانصرف على ثلاثة أطواف ، ثم لم يعد ذلك السبع .

• Abdürrezzak b. Hemmam Musannef Meğâzî 9816, 5/501

عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " لَمْ أَتَخَلَّفْ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزَاةٍ غَزَاهَا حَتَّى كَانَتْ غَزْوَةُ تَبُوكَ إِلَّا بَدْرًا، وَلَمْ يُعَاتِبِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدًا تَخَلَّفَ عَنْ بَدْرٍ إِنَّمَا خَرَجَ يُرِيدُ الْعِيرَ فَخَرَجَتْ قُرَيْشٌ مُغَوِّثِينَ لِعِيرِهِمْ، فَالْتَقَوْا عَنْ غَيْرِ مَوْعِدٍ كَمَا قَالَ اللَّهُ، وَلَعَمْرِي إِنَّ أَشْرَفَ مَشَاهِدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّاسِ لَبَدْرٌ وَمَا أُحِبُّ أَنِّي كُنْتُ شَهِدْتُ مَكَانَ بَيْعَتِي لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ حَيْثُ تَوَاثَقْنَا عَلَى الْإِسْلَامِ، ثُمَّ لَمْ أَتَخَلَّفْ بَعْدُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزَاةٍ غَزَاهَا حَتَّى كَانَتْ غَزْوَةُ تَبُوكَ، وَهِيَ آخِرُ غَزْوَةٍ غَزَاهَا، وَآذِنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ بِالرَّحِيلِ وَأَرَادَ أَنْ يَتَأَهَّبُوا أُهْبَةَ غَزْوَةٍ وَذَلِكَ حِينَ طَابَ الظِّلَالُ، وَطَابَتِ الثِّمَارُ، وَكَانَ قَلَّ مَا أَرَادَ غَزْوَةً إِلَّا وَرَّى بِغَيْرِهَا وَكَانَ يَقُولُ: «الْحَرْبُ خِدْعَةٌ» فَأَرَادَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ أَنْ يَتَأَهَّبَ النَّاسُ أُهْبَةً، وَأَنَا أَيْسَرُ مَا كُنْتُ وَقَدْ جَمَعْتُ رَاحِلَتِي وَأَنَا أَقْدَرُ شَيْءٍ فِي نَفْسِي عَلَى الْجِهَادِ وَخِفَّةِ الْحَاذِ، وَأَنَا فِي ذَلِكَ أَصْغُو إِلَى الظِّلَالِ، وَطِيبِ الثِّمَارِ، فَلَمْ أَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَادِيًا بِغَدَاةٍ، وَذَلِكَ يَوْمُ الْخَمِيسِ، وَكَانَ يُحِبُّ أَنْ يَخْرُجَ يَوْمَ الْخَمِيسِ، فَأَصْبَحَ غَادِيًا فَقُلْتُ أَنْطَلِقُ غَدًا إِلَى السُّوقِ فَأَشْتَرِي جَهَازِي، ثُمَّ أَلْحَقُهُمْ فَانْطَلَقْتُ إِلَى السُّوقِ مِنَ الْغَدِ فَعَسُرَ عَلِيَّ بَعْضُ شَأْنِيَ أَيْضًا فَقُلْتُ: أَرْجِعُ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ، فَلَمْ أَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى الْتَبَسَ بِيَ الذَّنْبُ، وَتَخَلَّفْتُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَعَلْتُ أَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ، وَأَطُوفُ بِالْمَدِينَةِ فَيُحْزِنُنِي أَنِّي لَا أَرَى أَحَدًا إِلَّا رَجُلًا مَغْمُوصًا عَلَيْهِ فِي النِّفَاقِ، وَكَانَ لَيْسَ أَحَدٌ تَخَلَّفَ، إِلَّا رَأَى أَنَّ ذَلِكَ سَيَخْفَى لَهُ وَكَانَ النَّاسُ كَثِيرًا لَا يَجْمَعُهُمْ دِيوَانٌ وَكَانَ جَمِيعُ مَنْ تَخَلَّفَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَضْعَةٌ وَثَمَانِينَ رَجُلًا، وَلَمْ يَذْكُرُنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَلَغَ تَبُوكَ، فَلَمَّا بَلَغَ تَبُوكَ قَالَ: «مَا فَعَلَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ» قَالَ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِي: خَلْفَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ بُرْدَاهُ وَالنَّظَرُ فِي عِطْفَيْهِ، فَقَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ: بِئْسَ مَا قُلْتَ وَاللَّهِ يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَا نَعْلَمُ عَلَيْهِ إِلَّا خَيْرًا قَالَ فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ إِذَا هُمْ بِرَجُلٍ يَزُولُ بِهِ السَّرَابُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُنْ يَا أَبَا خَيْثَمَةَ» فَإِذَا هُوَ أَبُو خَيْثَمَةَ قَالَ: فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوَةَ تَبُوكَ وَقَفَلَ وَدَنَا مِنَ الْمَدِينَةِ جَعَلْتُ أَنْظُرُ بِمَاذَا أَخْرَجُ مِنْ سَخَطِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَسْتَعِينُ عَلَى ذَلِكَ بِكُلِّ ذِي رَأْيٍ مِنْ أَهْلِي حَتَّى إِذَا قِيلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ مُصَبِّحُكُمْ غَدًا بِالْغَدَاةِ زَاحَ عَنِّي الْبَاطِلُ، وَعَرَفْتُ أَلَا أَنْجُو إِلَّا بِالصِّدْقِ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضُحًى، فَصَلَّى فِي الْمَسْجِدِ رَكْعَتَيْنِ، وَكَانَ إِذَا جَاءَ مِنْ سَفَرٍ فَعَلَ ذَلِكَ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَصَلَّى فِيهِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ جَلَسَ فَجَعَلَ يَأْتِيَهِ مَنْ تَخَلَّفَ فَيَحْلِفُونَ لَهُ، وَيَعْتَذِرُونَ إِلَيْهِ فَيَسْتَغْفِرُ لَهُمْ وَيَقْبَلُ عَلَانِيَتَهُمْ، وَيَكِلُ سَرَائِرَهُمْ إِلَى اللَّهِ فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ فَلَمَّا رَآنِي تَبَسَّمَ تَبَسُّمَ الْمُغْضَبِ، فَجِئْتُ فَجَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ: «أَلَمْ تَكُنِ ابْتَعْتَ ظَهْرَكَ؟» فَقُلْتُ: بَلَى يَا نَبِيَّ اللَّهِ. قَالَ: «فَمَا خَلَّفَكَ؟» فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَوْ بَيْنَ يَدَيَّ أَحَدٌ غَيْرُكَ مِنَ النَّاسِ جَلَسْتُ لَخَرَجْتُ مِنْ سَخَطِهِ عَلِيَّ بِعُذْرٍ، لَقَدْ أُوتِيتُ جَدَلًا، وَلَقَدْ عَلِمْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَنِّي إِنْ أَخْبَرْتُكَ الْيَوْمَ بِقَوْلٍ تَجِدُ عَلِيَّ فِيهِ، وَهُوَ حَقٌّ فَإِنِّي أَرْجُو عَفْوَ اللَّهِ، وَإِنْ حَدَّثْتُكَ الْيَوْمَ حَدِيثًا تَرْضَى عَنِّي فِيهِ وَهُوَ كَذَبٌ أَوْشَكَ أَنْ يُطْلِعَكَ اللَّهُ عَلَيْهِ، وَاللَّهِ يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَا كُنْتُ قَطُّ أَيْسَرَ وَلَا أَخَفَّ حَاذًا مِنِّي حِينَ تَخَلَّفْتُ عَنْكَ قَالَ: «أَمَّا هَذَا فَقَدْ صَدَقَكُمُ الْحَدِيثَ، قُمْ حَتَّى يَقْضِي اللَّهُ فِيكَ» فَقُمْتُ فَثَارَ عَلَى أَثَرِي أُنَاسٌ مِنْ قَوْمِي يُؤَنِّبُونِي فَقَالُوا: وَاللَّهِ مَا نَعْلَمُكَ أَذْنَبْتَ ذَنْبًا قَطُّ قَبْلَ هَذَا فَهَلَّا اعْتَذَرْتَ إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعُذْرٍ رَضِيَ عَنْكَ فِيهِ، وَكَانَ اسْتِغْفَارُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَيَأْتِي مِنْ وَرَاءِ ذَلِكَ، وَلَمْ تَقِفْ مَوْقِفًا لَا تَدْرِي مَا يُقْضَى لَكَ فِيهِ، فَلَمْ يَزَالُوا يُؤَنِّبُونِي حَتَّى هَمَمْتُ أَنْ أَرْجِعَ فَأُكَذِّبُ نَفْسِي فَقُلْتُ: هَلْ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ أَحَدٌ غَيْرِي؟ قَالُوا: نَعَمْ قَالَهُ هِلَالُ بْنُ أُمَيَّةَ، وَمُرَارَةُ بْنُ رَبِيعَةَ فَذَكَرُوا رَجُلَيْنِ صَالِحَيْنِ قَدْ شَهِدَا بَدْرًا لِي فِيهِمَا أُسْوَةٌ فَقُلْتُ: لَا وَاللَّهِ لَا أَرْجِعُ إِلَيْهِ فِي هَذَا أَبَدًا، وَلَا أُكَذِّبُ نَفْسِي قَالَ: وَنَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ عَنْ كَلَامِنَا أَيُّهَا الثَّلَاثَةُ قَالَ: فَجَعَلْتُ أَخْرَجُ إِلَى السُّوقِ فَلَا يُكَلِّمُنِي أَحَدٌ وَتَنَكَّرَ لَنَا النَّاسُ حَتَّى مَا هُمْ بِالَّذِينَ نَعْرِفُ، وَتَنَكَّرَتْ لَنَا الْحِيطَانُ حَتَّى مَا هِيَ بِالْحِيطَانِ الَّتِي تَعْرِفُ لَنَا، وَتَنَكَّرَتْ لَنَا الْأَرْضُ حَتَّى مَا هِيَ بِالْأَرْضِ الَّتِي نَعْرِفُ وَكُنْتُ أَقْوَى النَّاسِ فَكُنْتُ أَخْرَجُ فِي السُّوقِ، وَآتِي الْمَسْجِدَ فَأَدْخَلُ، وَآتِي النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأُسَلِّمُ عَلَيْهِ فَأَقُولُ: هَلْ حَرَّكَ شَفَتَيْهِ بِالسَّلَامِ؟ فَإِذَا قُمْتُ أُصَلِّي إِلَى سَارِيَةٍ، فَأَقْبَلْتُ قَبْلَ صَلَاتِي نَظَرَ إِلَيَّ بِمُؤَخِّرِ عَيْنَيْهِ، وَإِذَا نَظَرْتُ إِلَيْهِ أَعْرَضَ عَنِّي قَالَ: وَاسْتَكَانَ صَاحِبَايَ فَجَعَلَا يَبْكِيَانِ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يُطْلِعَانِ رُءُوسَهُمَا فَبَيْنَا أَنَا أَطُوفُ فِي السُّوقِ إِذَا رَجُلٌ نَصْرَانِيٌّ جَاءَ بِطَعَامٍ لَهُ يَبِيعُهُ يَقُولُ: مَنْ يَدُلُّنِي عَلَى كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ؟ قَالَ: فَطَفِقَ النَّاسُ يُشِيرُونَ لَهُ إِلَيَّ فَأَتَانِي، وَأَتَانِي بِصَحِيفَةٍ مِنْ مَلِكِ غَسَّانَ فَإِذَا فِيهَا: «أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ صَاحِبَكَ قَدْ جَفَاكَ وَأَقْصَاكَ، وَلَسْتَ بِدَارِ مَضْيَعَةٍ وَلَا هَوَانٍ فَالْحَقْ بِنَا نُوَاسِكَ» قَالَ: فَقُلْتُ هَذَا أَيْضًا مِنَ الْبَلَاءِ وَالشَّرِّ، فَسَجَرْتُ بِهَا التَّنُّورَ فَأَحْرَقَتُهَا فِيهِ فَلَمَّا مَضَتْ أَرْبَعُونَ لَيْلَةً إِذَا رَسُولٌ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَتَانِي فَقَالَ: اعْتَزِلِ امْرَأَتَكَ فَقُلْتُ: أُطَلِّقُهَا؟ قَالَ: لَا وَلَكِنْ لَا تَقْرَبْهَا. قَالَ: فَجَاءَتِ امْرَأَةُ هِلَالِ بْنِ أُمَيَّةَ فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنَّ هِلَالَ بْنَ أُمَيَّةَ شَيْخٌ كَبِيرٌ ضَعِيفٌ فَهَلْ تَأْذَنْ لِي أَنْ أَخْدُمُهُ؟ قَالَ: نَعَمْ وَلَكِنْ لَا يَقْرَبْكِ قَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَاللَّهِ مَا بِهِ مِنْ حَرَكَةٍ لِشَيْءٍ مَا زَالَ مُكِبًّا يَبْكِي اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، مُنْذُ كَانَ أَمْرُهُ مَا كَانَ قَالَ كَعْبٌ: فَلَمَّا طَالَ عَلِيَّ الْبَلَاءُ اقْتَحَمْتُ عَلَى أَبِي قَتَادَةَ حَائِطَهُ، وَهُوَ ابْنُ عَمِّي فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلِيَّ، فَقُلْتُ: أُنْشِدُكَ اللَّهَ يَا أَبَا قَتَادَةَ، أَتَعْلَمُ أَنِّي أَحَبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَسَكَتَ، ثُمَّ قُلْتُ: أُنْشِدُكَ اللَّهَ يَا أَبَا قَتَادَةَ أَتَعْلَمُ أَنِّي أَحَبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَسَكَتَ، ثُمَّ قُلْتُ: أُنْشِدُكَ اللَّهَ يَا أَبَا قَتَادَةَ أَتَعْلَمُ أَنِّي أَحَبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ قَالَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ: فَلَمْ أَمْلِكُ نَفْسِي أَنْ بَكَيْتُ، ثُمَّ اقْتَحَمْتُ الْحَائِطَ خَارِجًا حَتَّى إِذَا مَضَتْ خَمْسُونَ لَيْلَةً مِنْ حِينِ نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ كَلَامِنَا، صَلَّيْتُ عَلَى ظَهْرِ بَيْتٍ لَنَا صَلَاةَ الْفَجْرِ، ثُمَّ جَلَسْتُ وَأَنَا فِي الْمَنْزِلَةِ الَّتِي قَالَ اللَّهُ: {ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ} [التوبة: 118] إِذْ سَمِعْتُ نِدَاءً مِنْ ذِرْوَةِ سَلْعٍ أَنْ أَبْشِرْ يَا كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ فَخَرَرْتُ سَاجِدًا، وَعَرَفْتُ أَنَّ اللَّهَ قَدْ جَاءَنَا بِالْفَرَحِ، ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ يَرْكُضُ عَلَى فَرَسٍ، يُبَشِّرُنِي فَكَانَ الصَّوْتُ أَسْرَعَ مِنْ فَرَسِهِ، فَأَعْطَيْتُهُ ثَوْبِي بِشَارَةً وَلَبِسَ ثَوْبَيْنِ آخَرَيْنِ قَالَ: وَكَانَتْ تَوْبَتُنَا نَزَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُلُثَ اللَّيْلِ فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَلَا نُبَشِّرُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ؟ قَالَ: «إِذًا يَحْطِمَكُمُ النَّاسُ وَيَمْنَعُونَكُمُ النَّوْمَ سَائِرَ اللَّيْلَةِ» قَالَ: وَكَانَتْ أُمُّ سَلَمَةَ مُحْسِنَةً فِي شَأْنِي تَحْزَنُ بِأَمْرِي، فَانْطَلَقْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ وَحَوْلَهُ الْمُسْلِمُونَ وَهُوَ يَسْتَنِيرُ كَاسْتِنَارَةِ الْقَمَرِ، وَكَانَ إِذَا سُرَّ بِالْأَمْرِ اسْتَنَارَ، فَجِئْتُ فَجَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ: «أَبْشِرْ يَا كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ بِخَيْرِ يَوْمٍ أَتَى عَلَيْكَ مُنْذُ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ» قَالَ: قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَمَرٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ أُمْ مِنْ عِنْدَكَ؟ قَالَ: «بَلْ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ» ثُمَّ تَلَا عَلَيْهِمْ: {لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ} حَتَّى بَلَغَ {التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [التوبة: 117] قَالَ: وَفِينَا أُنْزِلَتْ أَيْضًا {اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119] قَالَ: قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنَّ مِنْ تَوْبَتِي إِذًا أَلَّا أُحَدِّثُ إِلَّا صِدْقًا، وَأَنْ أَنْخَلِعَ مِنْ مَالِي كُلِّهِ صَدَقَةً إِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ؟ فَقَالَ: «أَمْسِكْ عَلَيْكَ بَعْضَ مَالِكَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ» فَقُلْتُ: إِنِّي أَمْسِكُ سَهْمِي الَّذِي بِخَيْبَرَ قَالَ: فَمَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلِيَّ نِعْمَةً بَعْدَ الْإِسْلَامِ أَعْظَمَ فِي نَفْسِي مِنْ صِدْقِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ صَدَقَتُهُ، أَنَا وَصَاحِبَايَ أَنْ لَا نَكُونَ كَذَبْنَاهُ فَهَلَكْنَا، كَمَا هَلَكُوا وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ لَا يَكُونَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ابْتَلَى أَحَدًا فِي الصِّدْقِ مِثْلَ الَّذِي ابْتَلَانِي، مَا تَعَمَّدْتُ لِكَذِبَةٍ بَعْدُ وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَحْفَظَنِي اللَّهُ فِيمَا بَقِيَ قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَهَذَا مَا انْتَهَى إِلَيْنَا مِنْ حَدِيثِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ

(Bize) Maʿmer, ona Zuhrî, ona Abdurrahman b. Kaʿb b. Mâlik, ona da babası (Kaʿb b. Mâlik) şöyle demiştir: "Tebük seferine kadar, ben, Bedir dışında, Rasulullah’ın (sav) katıldığı hiçbir gazveden geri kalmadım. Bedir’e katılmayanlardan hiç kimseyi Rasulullah (sav) kınamamıştır. Çünkü Bedir için yola çıktığında asıl hedefi kervandı. Kureyş de kendi kervanlarına destek için çıkmıştı. Böylece Allah’ın buyurduğu üzere [Enfâl, 8/42], önceden belirlenmiş bir buluşma olmadan, karşı karşıya geldiler. Vallahi, Rasulullah’ın insanlar içindeki en şerefli şahitliklerinden biri Bedir’dir. Yine de ben Bedir yerine Akabe gecesindeki biatte bulunmayı, Bedir’de bulunmaya tercih ederim. Çünkü biz o gece İslâm üzerine sözleşmiştik. Ondan sonra, Rasulullah’ın (sav) çıktığı son gazve olan Tebûk Gazvesi’ne kadar, hiçbir gazveden geri kalmadım. Rasulullah (sav) insanlara sefere çıkacaklarını haber verdi ve herkesin savaşa hazırlanmasını istedi. Bu (sefer), (sıcaktan dolayı) gölgelerin insana cazip geldiği ve meyveler olgunlaştığı bir vakitteydi. Rasulullah (sav) çoğu zaman gazveye çıkarken maksadını gizler, başka bir yeri hedef gösterir ve 'Harp hiledir' buyururdu. Ama Tebûk’ta bizzat nereye gideceğini açıkladı ki, herkes hazırlığını yapsın. Ben, o zamana kadar hiç olmadığı kadar, varlıklıydım ve cihada çıkabilecek güç ve imkân vardı. Bineklerimi hazırladım, fakat gölgelerin serinliği ve meyvelerin cazibesi beni oyalanmaya sevk etti. Rasulullah (sav) perşembe sabahı sefere çıktı. O, perşembe günleri yola çıkmayı severdi. Ben de kendi kendime 'Yarın pazara gidip hazırlığımı alır, onlara yetişirim' dedim. Ertesi gün pazara gittim ama işlerim biraz ağır geldi. Sonra yine 'Neyse, yarın hazırlar, onlara yetişirim inşallah' dedim. Böyle erteleyerek oyalandım, derken günah bana ağır bastı, üzerime çöktü ve seferden geri kalmış oldum. Mahzun bir şekilde sokaklarda dolaşmaya, Medine çarşılarında gezmeye başladım. Çünkü (savaştan geri kalanların tamamının) münafıklıkla itham edilen kimseler olduğunu görüyordum. Rasulullah’tan (seferden) geri kalan herkes, geri kalmasının fark edilmeyeceğini düşünüyordu. Zira geri kalanlar bir divanda (kayıt defterinde) bir araya getirilmeyecek kadar çoktu; seksen küsur kişiydi." "Tebûk’a varıncaya kadar Rasulullah (sav) benden söz etmedi. Tebûk’a vardığında 'Kaʿb b. Mâlik ne yaptı?' diye sordu. Kavmimden biri 'Ey Allah'ın Rasulü! Elbiseleri ve omuzlarına bakıp böbürlenmesi onu seferden alıkoydu' dedi. Muâz b. Cebel de 'Ne kötü söz söyledin! Vallahi ey Allah'ın Rasulü, onun hakkında hayırdan başka bir şey bilmiyoruz' dedi. Onlar böyle konuşurken, sıcağın serabı içinde, bir adamın yürüyerek geldiğini gördüler. Rasulullah (sav) 'Bu, Ebu Hayseme olmalı' buyurdu, Bir de baktık ki gerçekten de gelen Ebu Hayseme idi. Sonra Tebûk seferini tamamlayan Rasulullah (sav) dönüp Medine’ye yaklaşınca, ben, Rasulullah’ın (sav) öfkesinden kurtulmanın yollarını aramaya ve ailemden, kendisine danışılacak herkesten fikir sormaya başladım. Nihayet 'Rasulullah (sav) yarın sabah Medine’ye girecek' denilince artık içimdeki bütün yanlış düşünceler kayboldu ve kesin olarak anladım ki, ancak doğruyu söyleyerek kurtulabilirim. Rasulullah (sav) kuşluk vakti Medine’ye girdi. Her sefer dönüşü adeti olduğu üzere Mescide girer iki rekât namaz kılar ve otururdu. Bu sefer de öyle yaptı. Ardından seferden geri kalanlar gelmeye başladılar. Onlar yemin edip, özür beyan ediyorlar, Hz. Peygamber (sav) de onların zahirî beyanlarını esas kabul edip, onlar için bağışlanma diliyor ve iç dünyalarını ise Allah’a bırakıyordu. Ben de mescide girdim. Rasulullah (sav) beni görünce öfkeli bir adam gibi tebessüm etti. Yanına varıp oturdum. Bana 'Sen binek hazırlamamış mıydın?' buyurdu. Ben de 'Evet, ey Allah’ın Rasûlü, hazırlamıştım' dedim. 'Peki seni alıkoyan ne oldu?' buyurdu. Ben de 'Vallahi, ey Allah’ın Rasulü! Eğer senden başka herhangi birinin yanında bulunsaydım, mutlaka bir mazeret ileri sürer, onun öfkesinden kurtulurdum. Çünkü ben tartışmada güçlü biriyim. Fakat ben biliyorum ki eğer ben, aleyhime de olsa, sana doğruyu söylersem, sen bana kızabilirsin, ama ben Allah’ın affını umarım. Ama, seni hoşnut edecek bir bir yalan söylersem, Allah, onun hakikati konusunda seni bilgilendirir. Allah’a yemin olsun ki, ey Allah’ın Rasulü, hiçbir zaman, Tebûk’tan geri kaldığım günkü kadar varlıklı ve sefere hazırlıklı bir konumda hiç olmadım' dedim. Rasulullah (sav) 'İşte bu adam size doğruyu söyledi. Haydi kalk, artık Allah senin hakkında hükmünü verinceye kadar bekle' buyurdu. Ben kalktım. Kavmimden bazı kimseler peşimden gelip beni azarladılar ve 'Vallahi, daha önce senin günah işlediğini bilmiyoruz. Keşke Hz. Peygamber'in (sav) hoşnut olacağı bir mazeret bildirseydin, ardından O da senin için istiğfar ederdi, böylece kendini, hakkında ne hüküm verileceğini bilmediğin bir konuma düşürmezdin' dediler. Beni o kadar azarladılar ki, dönüp söylediklerimi inkâr etmeyi düşündüm. Sonra onlara 'Benim gibi konuşan oldu mu?' dedim, 'Evet, Hilâl b. Ümeyye ve Murâre b. Rebî de aynı şekilde konuştu' dediler. Bunlar Bedir’e katılmış, salih kimselerdi. Bunun üzerine ben 'Hayır! Vallahi, asla sözümü geri almayacağım, kendimi yalanlamayacağım' dedim." "Ka'b der ki: Sonra Rasulullah (sav), üçümüz hakkında, 'Onlarla kimse konuşmasın' diye emretti. Bundan sonra çarşıya çıktığımda kimse benimle konuşmuyordu. İnsanlar, sanki bizim tanıdığımız insanlar değilmiş gibi bize yabancılaştı. Duvarlar bile sanki tanıdığımız duvarlar değilmiş gibi bize yabancı geliyordu. Hatta yeryüzü bile, sanki tanıdığımız yeryüzü değilmiş gibi, bize yabancı görünüyordu. Ben aslında o iki arkadaşımdan daha güçlüydüm. Çarşıya gidiyor, mescide uğruyor, Rasulullah’a (sav) selam veriyordum. Kendi kendime 'Acaba dudaklarını selamıma karşılık kıpırdattı mı?' diye bakıyordum. Namaz kılmak için direklerden birinin arkasına durduğumda, Rasulullah (sav) göz ucuyla bana bakıyor, ama ben ona bakınca yüzünü çeviriyordu. İki arkadaşım ise tamamen teslimiyet göstermiş, gece gündüz ağlıyor, başlarını bile kaldırmıyorlardı. Bir gün çarşıda dolaşırken, yiyecek satmak için gelen bir Hristiyan adam 'Bana Kaʿb b. Mâlik’i gösterecek kim var?' diye soruyordu. İnsanlar beni işaret ettiler. O da bana geldi ve Gassân melikinden bir mektup getirdi. Mektupta 'Bundan sonra: Arkadaşının seni dışladığı ve sana sırt çevirdiği haberi bana ulaştı. Hâlbuki sen aşağılanacak, zayi edilecek bir yerde değilsin. Bize katıl, seni şereflendirelim' diyordu. Ben mektubu okuyunca 'İşte bu da bir imtihan ve fitne' dedim, hemen tandırı tutuşturdum, mektubu içine atıp yaktım. Kırk gece geçince, Rasulullah’tan (sav) bir elçi geldi ve bana 'Hanımından ayrı dur' dedi. Ben 'Onu boşayacak mıyım?' diye sordum, 'Hayır, ama ona yaklaşma' dedi. Hilâl b. Ümeyye’nin hanımı Rasulullah’a (sav) geldi ve 'Ey Allah’ın Rasulü! Hilâl yaşlı ve güçsüzdür. Ona hizmet etmem için bana izin verir misin?' dedi. Rasulullah (sav) 'Evet, ama sakın sana yaklaşmasın' buyurdu. Kadın 'Vallahi onda böyle bir hal yok! O günden beri gece gündüz ağlıyor, hiç hareket etmiyor' dedi. Kaʿb der ki: İmtihanım uzayınca, amcaoğlum Ebu Katâde’nin bahçesine tırmanıp girdim. Ona selam verdim. Selamımı almadı. 'Ey Ebu Katâde! Allah aşkına söyler misin, ben Allah’ı ve Rasûlünü seviyor muyum?' dedim, sessiz kaldı. Tekrar 'Ey Ebu Katâde! Allah için söyle, ben Allah’ı ve Rasulünü seviyor muyum?' dedim, yine sustu. Üçüncü defa söyledim. Bunun üzerine bana 'Allah ve Rasûlü daha iyi bilir' dedi. Artık kendime hâkim olamadım, ağladım ve bahçeden çıkıp gittim." "Rasulullah’ın (sav) bizimle konuşmayı yasaklamasının üzerinden elli gece geçmişti. Evimizin damında sabah namazını kıldım. Sonra oturdum. Allah'ın 'Bütün genişliğine rağmen yeryüzü onlara dar gelmişti, ve bunalmışlardı' [Tevbe, 9/118] ayetinde buyurduğu konumdaydım. İşte o haldeyken, Sel Dağı’nın tepesinden 'Müjde ey Kaʿb b. Mâlik!' diye bir ses duydum, hemen secdeye kapandım. Anladım ki Allah bize ferahlık vermiştir. Bir adam da atla yanıma geldi ve bana müjdeyi verdi. Ama dağın tepesinden gelen ses attan daha hızlı ulaştı. Müjdeciye sevincimin karşılığı olarak üzerimdeki takım elbisemi verdim, ben de başka bir takım elbise giydim. Bizim tövbemiz (ile ilgili ayetler), gecenin üçte ikisi geçtiğinde Rasulullah’a (sav) inmişti. Ümmü Seleme 'Ey Allah'ın Rasulü! Kaʿb b. Mâlik’e hemen müjde versek olmaz mı?' dedi. Rasulullah (sav) 'Evet, ama o zaman insanlar kapınızı aşındırır, gece boyunca uyumanıza engel olurlar' buyurdu. Ümmü Seleme benim hakkımda hayır düşünen ve halime üzülen biriydi. Ben hemen Rasulullah’a (sav) gittim. Mescitte, etrafı Müslümanlarla çevrili halde oturuyordu. Yüzü ay gibi aydınlanmıştı. Zira o, sevindiğinde yüzü parıldardı. Yanına vardım, oturdum. Bana 'Müjde ey Kaʿb b. Mâlik! Annenin seni doğurduğundan beri sana gelen en hayırlı gün budur' buyurdu. Ben 'Ey Allah’ın Rasulü! Bu müjde sana Allah’tan mı geldi, yoksa sizden mi?' dedim, 'Hayır, Allah’tandır' buyurdu. Sonra 'Andolsun ki, Allah, yine peygambere ve en zor gününde ona uyan Muhacirler'le Ensar'a, içlerinden bir kısmının kalbleri az kalsın kayacak gibi olmuşken, tevbe nasip etti de lütfedip tevbelerini kabul buyurdu. Çünkü O, gerçekten çok şefkatli, çok bağışlayıcıdır' [Tevbe, 9/117] ayetini okudu ve 'Allah’tan sakının ve sadıklarla beraber olun.' [Tevbe, 9/119] ayetinin bizim için de indirildiğini söyledi. Ben 'Ey Allah'ın Rasulü! Tövbemin kabulünün (şükrü olarak) bundan böyle ömrüm boyunca sadece doğruyu söyleyeceğim. Ayrıca bütün malımı sadaka olarak Allah ve Rasûlü’ne vermek istiyorum' dedim. Rasulullah (sav) 'Malının bir kısmını yanında tut, bu senin için daha hayırlıdır' buyurdu. Ben 'Öyleyse Hayber’deki hissemi elimde tutacağım' dedim. Kaʿb der ki: Allah’ın bana İslâm’dan sonra verdiği en büyük nimet, Rasulullah’a doğruyu söylememdir. Eğer o gün yalan söyleseydim, helâk olmuştum. Ben ve iki arkadaşım doğruyu söyledik, Allah da bizi kurtardı. O günden sonra, hiçbir zaman kasten yalan söylemedim ve Allah’ın da ömrüm boyunca beni doğruluk üzere sabit kılmasını ümit ediyorum." Zuhrî der ki: İşte Ka'b b. Mâlik’in kıssasından bize ulaşan rivayet budur.

• Abdürrezzak b. Hemmam Musannef Meğâzî 9744, 5/397

عَبدُ الرَّزَّاقِ عَن مَعمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخبَرَنِي أَبُو بَكرِ بنُ عَبدِ الرَّحمٰنِ بنِ الحَارِثِ بنِ هِشَامٍ، عَن أَسمَاءَ بنتِ عُمَيسٍ، قَالَت: أَوَّلُ مَا اشتَكَى رَسُولُ اللهِ ﷺ فِي بَيتِ مَيمُونَةَ، فَاشتَدَّ مَرضُهُ حَتّى أُغمِيَ عَلَيهِ. قَالَ: فَتَشَاوَرَ نِسَاؤُهُ فِي لَدِّهِ، فَلَدُّوهُ، فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ: «هَذَا فِعلُ نِسَاءٍ جِئنَ مِن هَؤُلَاءِ» – وَأَشَارَ إِلَى أَرضِ الحَبَشَةِ – وَكَانَت أَسمَاءُ بنتُ عُمَيسٍ فِيهِنَّ. قَالُوا: كُنَّا نَتَّهِمُ بِكَ ذَاتَ الجَنبِ يَا رَسُولَ اللهِ! قَالَ: «إِنَّ ذَٰلِكَ لَدَاءٌ مَا كَانَ اللهُ لِيَقدِفَنِي بِهِ، لَا يَبقَيَنَّ فِي البَيتِ أَحَدٌ إِلَّا لُدَّ، إِلَّا عَمّ رَسُولِ اللهِ ﷺ» – يَعني العَبَّاسَ – قَالَت: فَلَقَد لُدَّت مَيمُونَةُ يَومَئِذٍ، وَإِنَّهَا لَصَائِمَةٌ، لِعَزِيمَةِ رَسُولِ اللهِ ﷺ. قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَأَخبَرَنِي عُبَيدُ اللهِ بنُ عَبدِ اللهِ بنِ عُتبَةَ أَنَّ عَائِشَةَ أَخبَرَتهُ، قَالَت: أَوَّلُ مَا اشتَكَى رَسُولُ اللهِ ﷺ فِي بَيتِ مَيمُونَةَ، فَاستَأذَنَ أَزوَاجَهُ أَن يُمَرَّضَ فِي بَيتِي، فَأَذِنَّ لَهُ، قَالَت: فَخَرَجَ وَيَدٌ لَهُ عَلَى الفَضلِ بنِ العَبَّاسِ، وَيَدٌ أُخرَى عَلَى يَدِ رَجُلٍ آخَرَ، وَهُوَ يَخُطُّ بِرِجلَيهِ فِي الأَرضِ. قَالَ عُبَيدُ اللهِ: فَحَدَّثتُ بِهِ ابنَ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: أَتَدرِي مَنِ الرَّجُلُ الَّذِي لَم تُسَمِّ عَائِشَةُ؟ هُوَ عَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ، وَلَكِن عَائِشَةَ لَا تَطِيبُ نَفسًا بِخَيرٍ. قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَأَخبَرَنِي عُرْوَةُ عَن غَيرِهِ عَن عَائِشَةَ، قَالَت: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ فِي مَرضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: «صُبُّوا عَلَيَّ مِن سَبعِ قِرَبٍ لَم تُحَلَّ أَوكِيَتُهُنَّ، لَعَلِّي أَستَرِيحُ، فَأَعْهَدَ إِلَى النَّاسِ». قَالَت عَائِشَةُ: فَأَجلَسنَاهُ فِي مِخضَبٍ لِحفصَةَ مِن نُحَاسٍ، وَسَكَبنَا عَلَيهِ المَاءَ، حَتَّى طَفِقَ يُشِيرُ إِلَينَا أَن قَد فَعَلتُنَّ، ثُمَّ خَرَجَ. قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَأَخبَرَنِي عَبدُ الرَّحمٰنِ بنُ كَعبِ بنِ مَالِكٍ – وَكَانَ أَبُوهُ أَحَدَ الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ تُيبَ عَلَيهِم – عَن رَجُلٍ مِن أَصحَابِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَامَ يَومَئِذٍ خَطِيبًا، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثنَى عَلَيهِ، وَاستَغفَرَ لِلشُّهَدَاءِ الَّذِينَ قُتِلُوا يَومَ أُحُدٍ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّكُم يَا مَعشَرَ المُهَاجِرِينَ! إِنَّكُم تَزِيدُونَ، وَالأَنصَارُ لَا يَزِيدُونَ، الأَنصَارُ عَيبَتِي الَّتِي أَوَيتُ إِلَيهَا، فَأَكرِمُوا كَرِيمَهُم، وَتَجَاوَزُوا عَن مُسِيئِهِم». قَالَ الزُّهْرِيُّ: سَمِعتُ رَجُلًا يَذكُرُ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «إِنَّ عَبدًا خَيَّرَهُ رَبُّهُ بَينَ الدُّنيَا وَالآخِرَةِ، فَاختَارَ مَا عِندَ رَبِّهِ». فَفَطِنَ أَبُو بَكرٍ أَنَّهُ يُرِيدُ نَفسَهُ، فَبَكَى، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ﷺ: «عَلَى رِسلِكَ»، ثُمَّ قَالَ: «سُدُّوا هَذِهِ الأَبوَابَ الشَّارِعَةَ فِي المَسجِدِ، إِلَّا بَابَ أَبِي بَكرٍ رَحِمَهُ اللهُ، فَإِنِّي لَا أَعلَمُ رَجُلًا أَحسَنَ يَدًا عِندِي مِنَ الصَّحَابَةِ مِن أَبِي بَكرٍ». قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَأَخبَرَنِي عُبَيدُ اللهِ بنُ عَبدِ اللهِ بنِ عُتبَةَ أَنَّ عَائِشَةَ وَابنَ عَبَّاسٍ أَخبَرَاهُ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ حِينَ نَزَلَ بِهِ جَعَلَ يُلقِي خَمِيصَةً لَهُ عَلَى وَجهِهِ، فَإِذَا اغتَمَّ كَشَفَهَا عَن وَجهِهِ، وَهُوَ يَقُولُ: «لَعنَةُ اللهِ عَلَى اليَهُودِ وَالنَّصَارَى، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنبِيَائِهِم مَسَاجِدَ». قَالَ: تَقُولُ عَائِشَةُ: يُحَذِّرُ مِثلَ الَّذِي فَعَلُوا. قَالَ مَعْمَرٌ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ زَمْعَةَ: «مُرِ النَّاسَ فَلْيُصَلُّوا»، فَخَرَجَ عَبْدُ اللهِ بْنُ زَمْعَةَ، فَلَقِيَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: صَلِّ بِالنَّاسِ، فَصَلَّى عُمَرُ بِالنَّاسِ، فَجَهَرَ بِصَوْتِهِ – وَكَانَ جَهِيرَ الصَّوْتِ – فَسَمِعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «أَلَيْسَ هَذَا صَوْتَ عُمَرَ؟» قَالُوا: بَلَى، يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ: «يَأْبَى اللهُ ذَلِكَ وَالْمُؤْمِنُونَ، لِيُصَلِّ بِالنَّاسِ أَبُو بَكْرٍ». فَقَالَ عُمَرُ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ زَمْعَةَ: بِئْسَ مَا صَنَعْتَ، كُنْتُ أَرَى أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَكَ أَنْ تَأْمُرَنِي. قَالَ: لَا وَاللهِ، مَا أَمَرَنِي أَنْ آمُرَ أَحَدًا. قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا ثَقُلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ». قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ، إِذَا قَرَأَ الْقُرْآنَ لَا يَمْلِكُ دَمْعَهُ، فَلَوْ أَمَرْتَ غَيْرَ أَبَا بَكْرٍ؟ قَالَتْ: وَاللهِ مَا بِي إِلَّا كَرَاهِيَةُ أَنْ يَتَشَاءَمَ النَّاسُ بِأَوَّلِ مَنْ يَقُومُ فِي مَقَامِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَتْ: فَرَاجَعْتُهُ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، فَقَالَ: «لِيُصَلِّ بِالنَّاسِ أَبُو بَكْرٍ، فَإِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ». قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَأَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الِاثْنَيْنِ، كَشَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِتْرَ الْحُجْرَةِ، فَرَأَى أَبَا بَكْرٍ وَهُوَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ، قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَى وَجْهِهِ كَأَنَّهُ وَرَقَةُ مُصْحَفٍ، وَهُوَ يَتَبَسَّمُ، قَالَ: وَكَدْنَا أَنْ نَفْتَتِنَ فِي صَلَاتِنَا فَرَحًا بِرُؤْيَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا أَبُو بَكْرٍ يَدُورُ يَنْكُصُ، فَأَشَارَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنْ كَمَا أَنْتَ، ثُمَّ أَرْخَى السِّتْرَ، فَقُبِضَ مِنْ يَوْمِهِ ذَلِكَ. وَقَامَ عُمَرُ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَمُتْ، وَلَكِنْ رَبَّهُ أَرْسَلَ إِلَيْهِ كَمَا أَرْسَلَ إِلَى مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً عَنْ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، وَاللهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَعِيشَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى يَقْطَعَ أَيْدِيَ رِجَالٍ مِنَ الْمُنَافِقِينَ وَأَلْسِنَتَهُمْ، يَقُولُونَ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ مَاتَ. قَالَ مَعْمَرٌ: وَأَخْبَرَنِي أَيُّوبُ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: قَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: وَاللهِ لَأَعْلَمَنَّ مَا بَقَاءُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِينَا. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَوِ اتَّخَذْتَ شَيْئًا تَجْلِسُ عَلَيْهِ يَدْفَعُ عَنْكَ الْغُبَارُ وَيَرُدُّ عَنْكَ الْخَصْمُ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَأَدَعَنَّهُمْ يُنَازِعُونِي رِدَائِي، وَيَطَؤُونَ عَقِبِي، وَيَغْشَانِي غُبَارُهُمْ، حَتَّى يَكُونَ اللهُ يُرِيحُنِي مِنْهُمْ»، فَعَلِمْتُ أَنَّ بَقَاءَهُ فِينَا قَلِيلٌ. قَالَ: فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ عُمَرُ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَمُتْ، وَلَكِنْ صُعِقَ كَمَا صُعِقَ مُوسَى، وَاللهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَعِيشَ حَتَّى يَقْطَعَ أَيْدِيَ رِجَالٍ وَأَلْسِنَتَهُمْ مِنَ الْمُنَافِقِينَ، يَقُولُونَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ مَاتَ. فَقَامَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، هَلْ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْكُمْ عَهْدٌ أَوْ عَقْدٌ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا. قَالَ: فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَمُتْ حَتَّى وَصَلَ الْحِبَالَ، ثُمَّ حَارَبَ، وَوَاصَلَ، وَسَالَمَ، وَنَكَحَ النِّسَاءَ، وَطَلَّقَ، وَتَرَكُكُمْ عَلَى حُجَّةٍ بَيِّنَةٍ وَطَرِيقٍ نَاهِجَةٍ، فَإِنْ يَكُ مَا يَقُولُ ابْنُ الْخَطَّابِ حَقًّا، فَإِنَّهُ لَنْ يَعْجِزَ اللهُ أَنْ يَحْثُوَ عَنْهُ فَيُخْرِجَهُ إِلَيْنَا، وَإِلَّا فَخَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ صَاحِبِنَا، فَإِنَّهُ يَأْسَنُ كَمَا يَأْسَنُ النَّاسُ. قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَأَخْبَرَنِي ابْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَرَجَ الْعَبَّاسُ وَعَلِيٌّ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ، فَلَقِيَهُمَا رَجُلٌ فَقَالَ: كَيْفَ أَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَا أَبَا حَسَنٍ؟ فَقَالَ: أَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَارِئًا. فَقَالَ الْعَبَّاسُ لِعَلِيٍّ: أَنْتَ بَعْدَ ثَلَاثٍ لَعَبْدُ الْعَصَا، ثُمَّ حَلَّ بِهِ، فَقَالَ: إِنَّهُ يُخَيَّلُ إِلَيَّ أَنِّي لَأَعْرِفُ وُجُوهَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عِنْدَ الْمَوْتِ، وَإِنِّي خَائِفٌ أَلَّا يَقُومَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ وَجَعِهِ هَذَا، فَاذْهَبْ بِنَا إِلَيْهِ فَلْنَسْأَلْهُ، فَإِنْ يَكُ هَذَا الْأَمْرُ إِلَيْنَا عَلِمْنَا ذَلِكَ، وَإِلَّا يَكُ إِلَيْنَا أَمَرْنَاهُ أَنْ يَسْتَوْصِيَ بِنَا خَيْرًا. فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: أَرَأَيْتَ إِذَا جِئْنَاهُ فَلَمْ يُعْطِنَاهَا، أَتَرَى النَّاسَ أَنْ يُعْطُونَاهَا؟ وَاللهِ لَا أَسْأَلُهَا إِيَّاهَا أَبَدًا. قَالَ الزُّهْرِيُّ: قَالَتْ عَائِشَةُ: فَلَمَّا اشْتَدَّ مَرَضُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «فِي الرَّفِيقِ الْأَعْلَى»، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قُبِضَ. قَالَ مَعْمَرٌ: وَسَمِعْتُ قَتَادَةَ يَقُولُ: آخِرُ شَيْءٍ تَكَلَّمَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اتَّقُوا اللهَ فِي النِّسَاءِ، وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ».

Abdurrezzâk, ona Ma'mer, ona Zuhrî, ona Ebu Bekir b. Abdurrahman b. Hâris b. Hişâm, ona da Esmâ bt. Umeys şöyle demiştir: "Rasulullah (sav) ilk olarak Meymûne’nin evinde hastalandı. Hastalığı şiddetlendi ve bayıldı. Eşleri ona ağız yoluyla ilaç damlatma hususunda istişare ettiler ve bu şekilde yaptılar. Ayıldığında 'Bu iş, Habeşistan’ı işaret ederek, şu taraftan gelen kadınların işidir' buyurdu. O kadınlar arasında Esmâ bt. Umeys de vardı. Onlar 'Ey Allah’ın Rasulü! Sizde Zatülcenb hastalığı olduğunu düşündük' dediler. Rasulullah (sav) 'Bu, Allah’ın bana vermeyeceği bir hastalıktır. Amcam Abbas hariç, evde bulunan herkese istinasız bu ilaç içirilsin' buyurdu. O gün oruçlu olmasına rağmen, Rasulullah’ın kesin emri sebebiyle Meymûne’ye de ilaç içirildi. Zuhrî der ki: Bana Ubeydullah b. Abdullah b. Utbe'nin bildirdiğine göre Hz. Âişe şöyle demiştir: Rasulullah (sav) ilk olarak Meymûne’nin evinde hastalandı. Daha sonra, hastalığı benim evimde geçirmek üzere, eşlerinden izin istedi, onlar da izin verdiler. Rasulullah (sav) dışarı çıktı, bir eli Fazl b. Abbas’ın omuzunda, diğer eli başka bir adamın omuzunda olduğu hâlde ayaklarını sürüyerek yürüyordu. Ubeydullah der ki: Bunu İbn Abbas’a anlattım, bana 'Âişe’nin adını anmadığı kişi Ali b. Ebu Tâlib’tir. Hz. Âişe, onun hakkında hayırlı bir söz söylemekten hoşlanmazdı' dedi." Zuhrî der ki: Urve'nin, başkasından aktardığına göre Hz. Âişe şöyle demiştir: "Rasulullah (sav) vefatına sebep olan hastalığı sırasında 'Bana, bağları çözülmemiş yedi kırbadan (su tulumundan) su dökün; umulur ki ferahlık bulur ve insanlara vasiyette bulunurum' buyurdu. Biz de onu Hafsa’nın bakır leğenine oturttuk ve üzerine su döktük. Nihayet eliyle 'yeter' işareti yapınca bıraktık ve o dışarı çıktı." Zuhrî der ki: Bana, babası tevbesi kabul edilen üç kişiden biri olan Abdurrahman b. Ka‘b b. Mâlik şöyle haber vermiştir: "Rasulullah (sav) o gün minbere çıktı, Allah’a hamd edip O’nu övdü ve Uhud günü şehit düşenler için mağfiret diledi. Sonra 'Ey Muhâcirler topluluğu! Siz artmaktasınız. ancak Ensâr artmaz. Ensâr, benim sığınıp yerleştiğim sadık dostlarımdır. Onların değerli olanına değer verin, kusurlu olanlarını da bağışlayın' buyurdu. Zuhrî der ki: Bir adamdan işittiğime göre Rasulullah (sav) (konuşmasının devamında) 'Allah, bir kulunu, dünya ile ahiret arasında serbest bıraktı, o da Rabbi katında olanı tercih etti' buyurdu. Bunun üzerine Ebu Bekir, Hz. Peygamber'in (sav) (bir kul ifadesi ile) kendisini kastettiğini anlayıp ağladı. Rasulullah (sav) ona 'Sakin ol' buyurdu. Sonra da 'Mescide açılan şu kapıların hepsini kapatın, yalnızca Ebu Bekir’in kapısı açık kalsın. Çünkü arkadaşlarım arasında, bana en çok iyilikte bulunma, en çok destek olma açısından, Ebu Bekir’den daha faziletli kimseyi bilmiyorum' buyurdu." Zuhrî der ki: Bana Ubeydullah b. Abdullah b. Utbe, ona da Âişe ve İbn Abbas şöyle haber vermiştir: "Nebî (sav), kendisine hastalık nöbeti geldiğinde kendisine ait bir hırkayı (hamîsa) yüzüne örter, bunaldığı zaman da yüzünü açar ve 'Allah’ın lâneti Yahudiler ve Hristiyanlar üzerine olsun, onlar peygamberlerinin kabirlerini mescit edindiler' buyururdu. Âişe der ki: Hz. Peygamber (sav), böyle söyleyerek, onların yaptıkları gibi yapılmaması için uyarıda bulunuyordu." Ma‘mer der ki: Zührî şöyle demiştir: "Nebî (sav), Abdullah b. Zemʿa’ya 'İnsanlara, namaz kılmalarını emret' buyurdu. Abdullah b. Zemʿa çıktı ve Ömer b. Hattâb’a rastladı. Ona 'İnsanlara sen namaz kıldır' dedi. Bunun üzerine Ömer cemaate namaz kıldırdı. Ömer yüksek sesli bir kimseydi ve sesini yükseltti. Nebî (sav) işitip 'Bu Ömer’in sesi değil mi?' buyurdu. Onlar da 'Evet, ey Allah’ın Elçisi!' dediler. Bunun üzerine Nebî (sav) 'Allah da, müminler de bunu istemez. İnsanlara Ebu Bekir namaz kıldırsın' buyurdu. Ömer, Abdullah b. Zemʿa’ya 'Yaptığın ne kötü oldu. Ben sandım ki Rasulullah (sav), benim namaz kıldırmamı söylemeni sana emretti' dedi. Abdullah b. Zemʿa 'Hayır, vallahi! Bana, kimseye söylememi, emretmedi' dedi. Zührî der ki: Bana Abdullah b. Ömer'in haber verdiğine göre Hz. Âişe şöyle demiştir: Rasulullah (sav) hastalığı ağırlaşınca 'Ebu Bekir’e söyleyin, insanlara namaz kıldırsın' buyurdu. Ben 'Ey Allah’ın Elçisi! Ebu Bekir yufka yürekli bir adamdır, Kur'an okuduğunda gözyaşını tutamaz. Başkasını emretseniz' dedim. Vallahi, insanların Rasulullah’ın (sav) makamında ilk duran kişiden uğursuzluk çıkarmalarından hoşlanmadığım için böyle bir şey söylemiştim. Onu iki veya üç kez bu konuda tekrar uyardım. Bunun üzerine Hz. Peygamber (sav) 'İnsanlara Ebu Bekir namaz kıldırsın! Siz Yusuf’un arkadaşları (kadınları) gibisiniz' buyurdu. Zührî der ki: Bana Enes b. Mâlik şöyle haber vermiştir: Pazartesi günü Nebî (sav) odanın perdesini kaldırdı, Ebu Bekir’i cemaate namaz kıldırırken gördü. Yüzüne baktım, sanki Mushaf yaprağı gibi (dingin ve nurlu), tebessüm ediyordu. Onu görünce neredeyse sevincimizden, namazımızda fitneye düşüyorduk. Ebu Bekir geri çekilmek istedi, fakat Nebî (sav) ona yerinde kalmasını işaret etti, sonra perdeyi indirdi. O gün vefat etti. Ömer ayağa kalkarak 'Rasulullah (sav) ölmedi, Rabbi onu, Mûsâ’yı gönderdiği gibi kırk gece üzerine kırk gece gönderdi. Vallahi umarım ki Rasulullah, (dönecek ve) 'Rasulullah (sav) öldü' diyen bazı münafıkların ellerini ve dillerini kesinceye kadar yaşayacaktır' dedi. Ma'mer der ki: Bana Eyyûb, ona İkrime, ona da Abbas b. Abdülmuttalib şöyle demiştir: Vallahi, Rasulullah’ın aramızda ne kadar kalacağını öğrenmek istedim ve Hz. Peygamber'e (sav) 'Ey Allah’ın Elçisi! Sizin için bir makam yapsak da toz sizden uzaklaşsa ve hasımlar size ulaşamasa' dedim. Nebî 'Bırakın, Allah beni onlardan rahatlatıncaya kadar, onlar ridâmı çekiştirsinler, topuğuma bassınlar, tozları bana ulaşsın' buyurdu. O zaman aramızda fazla kalmayacağını anladım." "Nebî (sav) vefat edince Ömer yine ayağa kalktı ve 'Rasulullah (sav) ölmedi! Sadece Mûsâ gibi bayıldı. Allah’a yemin ederim ki, Allah’ın Rasulü'nün 'Rasulullah (sav) vefat etti' diyen bazı münafıkların ellerini ve dillerini kesinceye kadar yaşayacağını umuyorum' dedi. Hz. Abbas kalktı ve 'Ey insanlar! Aranızda Allah’ın Rasulü'nden (sav), kendisine, bir söz veya sözleşme verilmiş kimse var mı?' dedi. Onlar 'Allah’a yemin olsun ki hayır' dediler. Hz. Abbas 'Allah Rasulü (sav) bağlar (ilişkiler) kurmuş, savaşlar yapmış, faaliyetlerini sürdürmüş, barış yapmış, kadınlarla evlenmiş, boşamış, sizi apaçık bir hüccet ve açık bir yol üzere bırakmıştır. Eğer İbn Hattâb’ın dediği doğru ise, Allah’ın onu bize geri getirmekten aciz kalmayacağını bilin. Yok eğer (dedikleri) doğru değilse, o hâlde bizi sahibimizle (Peygamberimizle) baş başa bırakın. Çünkü o da insanlar gibi (ölüp) toprağa karışacaktır' dedi. Zuhrî der ki: İbn Kâ‘b b. Mâlik, İbn Abbâs’tan şöyle aktarmıştır: Hz. Abbas ve Hz. Ali, Rasulullah'ın (sav) hastalığı sırasında yanından çıktılar. Bir adam onlara rastladı ve 'Ey Ebu Hasan! Allah’ın Rasulü (sav) bu sabah nasıl oldu?' diye sordu. Hz. Ali 'Allah’ın Rasulü (sav) bu sabah şifa bulmuş olarak (iyi) oldu' dedi. Bunun üzerine Hz. Abbas, Hz. Ali’ye 'Üç gün içinde sen, değneğin kölesi (yani başkasına tâbi olan biri) olacaksın' dedi ve sonra 'Ben, Abdülmuttalib oğullarının yüzlerini ölüm anında tanırım. Korkarım ki Allah Rasulü (sav) bu hastalığından kurtulamayacak. Haydi gel, onun yanına gidelim de bu işin (yani halifeliğin) bize ait olup olmadığını soralım. Eğer bize aitse, bunu öğrenmiş oluruz, değilse de, bize karşı iyi davranmasını vasiyet etmesini isteriz' dedi. Hz. Ali ise 'Peki ya yanına gidip de bize bu işi vermezse, insanlar bize verir mi sanıyorsun? Allah’a yemin ederim ki, bunu kendisine asla sormayacağım' dedi. Zuhrî der ki: Hz. Âişe şöyle demiştir: Allah’ın Resûlü'nün (sav) hastalığı ağırlaşınca, üç defa 'Refîku’l-A‘la’ya (Yüce Dost’un yanına)' buyurdu ve ardından ruhunu teslim etti. Ma'mer der ki: Ben, Katâde’nin şöyle dediğini işittim: Allah Rasulü'nün (sav) söylediği son söz şu oldu: Allah’tan korkun ve kadınlar hususunda (onların haklarını gözetmede) ve mülkiyetiniz altındaki kimseler (köleler, hizmetliler) hakkında Allah’tan sakının."

• Abdürrezzak b. Hemmam Musannef Meğâzî 9754, 5/428

عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال : أخبرني كثير بن العباس بن عبد المطلب عن أبيه العباس قال : شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين ، قال : فلقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وما معه إلا أنا وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ، فلزمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم نفارقه ، وهو على بغلة شهباء - وربما قال معمر : بيضاء - أهداها له فروة بن نعامة الجذامي ، قال : فلما التقى المسلمون والكفار ولى المسلمون مدبرين ، وطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يركض بغلته نحو الكفار ، قال العباس : وأنا آخذ بلجام بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم ألقفها ، وهو لا يألو ما أسرع نحو المشركين ، وأبو سفيان بن الحارث آخذ بغرز رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا عباس ! ناد أصحاب السمرة ، قال : وكنت رجلا صيتا ، فناديت بأعلى صوتي : أين أصحاب السمرة ؟ قال : فوالله لكأن عطفتهم حين سمعوا صوتي عطفة البقر على أولادها ، يقولون : يا لبيك ، يا لبيك ، يا لبيك ، وأقبل المسلمون ، فاقتتلوهم والكفار ، فنادت الانصار ، يقولون : يا معشر الانصار ! ثم قصرت الدعوة على بني الحارث بن الخزرج ، فنادوا يا بني الحارث بن الخزرج ! قال : فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على بغلته كالمتطاول عليها إلى قتالهم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هذا حين حمى الوطيس ، قال : ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم حصيات فرمى بهن وجوه الكفار ، ثم قال : انهزموا ورب الكعبة ، قال : فذهبت أنظر فإذا القتال على هيئته فيما أرى ، قال : فوالله ما هو إلا أن رماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بحصياته ، فمازلت أرى حدهم كليلا ، وأمرهم مدبرا حتى هزمهم الله تعالى ، قال : وكأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يركض خلفهم على بغلة له . قال الزهري : وكان عبد الرحمن بن أزهر يحدث أن خالد بن الوليد بن المغيرة يومئذ كان على الخيل ، خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال ابن أزهر : فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما هزم الله الكفار ، ورجع المسلمون إلى رحالهم ، يمشي في المسلمين ، ويقول : من يدلني على رحل خالد بن الوليد ؟ فمشيت - أو قال فسعيت - بين يديه وأنا غلام محتلم ، أقول : من يدل على رحل خالد ؟ حتى دللنا عليه ، فإذا خالد مستند إلى مؤخرة رحله ، فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر إلى جرحه ، قال الزهري : فأخبرني سعيد بن المسيب أن النبي صلى الله عليه وسلم سبى يومئذ ستة آلاف سبي من امرأة وغلام ، فجعل عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا سفيان بن حرب. قال الزهري : وأخبرني عروة بن الزبير قال : لما رجعت هوازن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا : أنت أبر الناس ، وأوصلهم ، وقد سبي موالينا ونساؤنا ، وأخذت أموالنا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني كنت استأنيت بكم ومعي من ترون ، وأحب القول إلى أصدقه ، فاختاروا إحدى الطائفتين ، إما المال ، وإما السبي ، فقالوا : يا رسول الله ! أما إذا خيرتنا بين المال وبين الحسب ، فإنا نختار الحسب - أو قال : ما كنا نعدل بالحسب شيئا - فاختاروا نساءهم وابناءهم ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم [ و ] خطب في المسلمين ، فأثنى على الله بما هو أهله ، ثم قال : أما بعد ! فإن إخوانكم هؤلاء قد جاءوا مسلمين أو مستسلمين ، وإنا قد خيرناهم بين الذراري والاموال ، فلم يعدلوا بالاحساب ، وإني قد رأيت أن تردوا لهم أبناءهم ، ونساءهم ، فمن أحب منكم أن يطيب ذلك فليفعل ، ومن أحب أن يكتب علينا حصته من ذلك حتى نعطيه من بعض ما يفيئه الله علينا فليفعل ، قال : فقال المسلمون : طيبنا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : إني لا أدري من أذن في ذلك ممن لم يأذن ، فأمروا عرفاءكم فليرفعوا ذلك إلينا ، فلما رفعت العرفاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الناس قد سلموا ذلك ، وأذنوا فيه ، رد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هوازن نساءهم وأبناءهم ، وخير رسول الله صلى الله عليه وسلم نساء كان أعطاهن رجالا من قريش بين أن يلبثن عند من عنده ، وبين أن يرجعن إلى أهلهن ، قال الزهري : فبلغني أن امرأة منهم كانت تحت عبد الرحمن بن عوف ، فخيرت فاختارت أن ترجع إلى أهلها وتركت عبد الرحمن ، وكان معجبا بها ، وأخرى عند صفوان بن أمية فاختارت أهلها. قال الزهري : فأخبرني سعيد بن المسيب قال : قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قسم بين المسلمين ، ثم اعتمر من الجعرانة بعدما قفل من غزوة حنين ، ثم انطلق إلى المدينة ، ثم أمر أبا بكر على تلك الحجة. قال معمر عن الزهري قال : أخبرني ابن كعب بن مالك قال : جاء ملاعب الاسنة إلى النبي صلى الله عليه وسلم بهدية ، فعرض عليه الاسلام ، فأبى أن يسلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إني لا أقبل هدية مشرك ، قال : فابعث إلى أهل نجد من شئت فأنا لهم جار ، فبث إليهم نفرا المنذر بن عمرو ، وهو الذي كان يقال المعنق ليموت ، وفيهم عامر ابن فهيرة ، فاستجاش عليهم عامر بن الطفيل بني عامر ، فأبوا أن يطيعوه ، وأبو أن يخفروا ملاعب الاسنة ، قال : فاستجاش عليهم بني سليم ، فأطاعوه ، فاتبعوهم بقريب من مئة رجل رام ، فأدركوهم ببئر معونة ، فقتلوهم إلا عمرو بن أمية الضمري فأرسلوه . قال الزهري : فأخبرني عروة بن الزبير أنه لما رجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال له النبي صلى الله عليه وسلم : أمن بينهم ؟ قال الزهري : وبلغني أنهم لما دفنوا التمسوا جسد عامر بن فهيرة فلم يقدروا عليه ، فيرون أن الملائكة دفنته .

• Abdürrezzak b. Hemmam Musannef Meğâzî 9741, 5/379