عبد الرزاق عن معمر عن الزهري في حديثه في عروة قال : فلما كثر المسلمون وظهر الايمان ، فتحدث به المشركون من كفار قريش بمن آمن من قبائلهم ، يعذبونهم ويسجنونهم ، وأرادوا فتنتهم عن دينهم ، قال : فبلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للذين آمنوا به : تفرقوا في الارض ، قالوا : فأين نذهب يا رسول الله ؟ قال : هاهنا ، - وأشار بيده إلى أرض الحبشة ، وكانت أحب الارض إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يهاجر قبلها - فهاجر ناس ذو عدد ، منهم من هاجر بأهله ، ومنهم من هاجر بنفسه ، حتى قدموا أرض الحبشة ، قال الزهري : فخرج في الهجرة جعفر بن أبي طالب بامرأته أسماء بنت عميس الخثعمية ،وعثمان بن عفان - رحمه الله - بامرأته رقية ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وخرج فيها خالد بن سعيد بن العاص بامرأته أميمة ابنة خلف ، وخرج فيها أبو سلمة بامرأته أم سلمة ابنة أبي أمية بن المغيرة ، ورجل من قريش خرجوا بنسائهم ، فولد بها عبد الله بن جعفر ، وولدت بها أمة ابنة خالد بن سعيد ، أم عمرو بن الزبير وخالد بن الزبير ، وولد بها الحارث بن حاطب في ناس من قريش ولدوا بها.
قال الزهري : وأخبرني عروة بن الزبير أن عائشة قالت : لم أعقل أبوي قط إلا وهما يدينان الدين ، ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفي النهار - بكرة وعشية - فلما ابتلي المسلمون ، خرج أبو بكر رضي الله عنه مهاجرا قبل أرض الحبشة ، حتى إذا بلغ برك الغماد لقيه ابن الدغنة وهو سيد القارة ، فقال ابن الدغنة : أين تريد ؟ يا أبا بكر ! فقال أبو بكر أخرجني قومي ، فأريد أن أسيح في الارض ، وأعبد ربي ، فقال ابن الدغنة : مثلك يا أبا بكر لا يخرج ولا يخرج ، إنك تكسب المعدوم ، وتصل الرحم ، وتحمل الكل ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق ، فأنا لك جار ، فارجع فاعبد ربك ببلدك ، فارتحل ابن الدغنة ورجع مع أبي بكر ، فطاف ابن الدغنة في كفار قريش ، فقال : إن أبا بكر خرج ولا يخرج مثله ، أتخرجون رجلا يكسب المعدوم ، ويصل الرحم ، ويحمل الكل ، ويقري الضيف ، ويعين على نوائب الحق ؟ فأنفذت قريش جوار ابن الدغنة ، وأمنوا أبا بكر ، وقالوا لابن الدغنة : مر أبا بكر فليعبد ربه في داره ، وليصل فيها ما شاء ، ولا يؤذينا ، ولا يستعلن بالصلاة والقراءة في غير داره ، ففعل ، ثم بدالابي بكر فبنى مسجدا بفناء داره ، فكان يصلي فيه ويقرأ ، فيتقصف عليه نساء المشركين وأبناءهم ، يعجبون منه ، وينظرون إليه ، وكان أبو بكر رجلا بكاء ، لا يملك دمعه حين يقرأ القرآن ، فأفزع ذلك أشراف قريش ، فأرسلوا إلى ابن الدغنة ، فقدم عليهم ، فقالوا : إنما أجرنا أبا بكر على أن يعبد الله في داره ، وإنه قد جاوز ذلك ، وبنى مسجدا بفناء داره ، وأعلن الصلاة والقراءة ، وإنا قد خشينا أن يفتن نساءنا وأبناءنا ، فأته فأمره ، فإن أحب أن يقتصر على أن يعبد الله في داره فعل ، وإن أبى إلا أن يعلن ذلك ، فاسأله أن يرد عليك ذمتك ، فإناقد كرهنا خفرك ، و [ لسنا ] مقرين لابي بكر بالاستعان ، قالت عائشة : فأتى ابن الدغنة أبا بكر ، فقال : يا أبا بكر قد علمت الذي عقدت لك ، إما أن تقتصر على ذلك ، وإما أن ترجع إلي ذمتي ، فإني لا أحب أن تسمع العرب أني أخفرت في عهد رجل عقدت له ، فقال أبو بكر : فإني أرد إليك جوارك ، وأرضى بجوار الله ورسوله ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ بمكة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين : إني قد أريت دار هجرتكم ، إني أريت دارا سبخة ذات نخل ، بين لابتين ، وهما الحرتان ، فهاجر من هاجر قبل المدينة ، حين ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك ، ورجع إلى المدينة بعض من كان هاجر إلى أرض الحبشة من المسلمين ، وتجهز أبو بكر رضي الله عنه مهاجرا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : على رسلك ، فإني أرجو أن يؤذن لي ، فقال أبو بكر : أترجو ذلك ؟ يا نبي الله ! قال : نعم ، فحبس أبو بكر نفسه على رسول الله صلى الله عليه وسلم لصحبته ، وعلف أبو بكر راحلتين كانتا عنده ورق السمر أربعة أشهر ، قال الزهري : قال عروة : قالت عائشة : فبينا نحن يوما جلوسا في بيتنا ، في نحر الظهيرة ، قال قائل لابي بكر : هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلا متقنعا رأسه ، في ساعة لم يكن يأتينا فيها ، فقال أبو بكر : فداله أبي وأمي ، إن جاء به في هذه الساعة إلا أمر ، قالت : فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاستأذن ، فأذن له ، فدل ،... فقال أبو بكر : إنما هم أهلك بأبي أنت يا رسول الله ! فقال النبي صلى الله عليه وسلم : فإنه قد أذن لي في الخروج ، فقال أبو بكر : فالصحابة بأبي أنت يا رسول الله ! فقال النبي صلى الله عليه وسلم : نعم ، فقال أبو بكر : فخذ بأبي أنت يارسول الله وأمي إحدى راحلتي هاتين ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بالثمن ، قالت عائشة : فجهزناهما أحث الجهاز ، فصنعنا لهما سفرة في جراب ، فقطعت أسماء بنت أبي بكر من نطاقها فأوكت به الجراب ، فلذلك كانت تسمى ذات النطاقين ، ثم لحق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر بغار في جبل يقال له ثور ، فمكثا فيه ثلاث ليال .
قال معمر : وأخبرني عثمان الجزري أن مقسما مولى ابن عباس أخبره في قوله * (وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك) * قال : تشاورت قريش بمكة ، فقال بعضهم : إذا أصبح فأثبتوه بالوثاق ، يريدون النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال بعضهم : بل اقتلوه ، وقال بعضهم : أن أخرجوه ، فأطلع الله نبيه على ذلك ، فبت [ علي ] على فراش النبي صلى الله عليه وسلم تلك الليلة ، وخرج النبي صلى الله عليه وسلم لحق بالغار ، وبات المشركون يحرسون عليا ، يحسبون أنه النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما أصبحوا ثاروا إليه ، فلما رأوا عليا رد الله مكرهم ، فقالوا : أين صاحبك هذا ؟ قال : لا أدري ، فاقتصوا أثره ، فلما بلغوا الجبل اختلط عليهم الامر ، فصعدوا الجبل ، فمروا بالغار فرأوا على بابه نسج العنكبوت ، فقالوا : لو دخل هاهنا لم يكن بنسج العنكبوت على بابه ، فمكث فيه ثلاثا .
قال معمر : قال قتادة : دخلوا في دار الندوة يأتمرون بالنبي صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : لايدخل معكم أحد ليس منكم ، فدخل معهم الشيطان في صورة شيخ من أهل نجد ، فقال بعضهم : ليس عليكم من هذا عين ، هذا رجل من أهل نجد ، قال : فتشاوروا ، فقال رجل منهم : أرى أن تركبوه بعيرا ثم تخرجوه ، فقال الشيطان : بئس ما رأى هذا ، هو هذا قد كان يفسد ما بينكم وهو بين أظهركم ، فكيف إذا أخرجتموه فأفسد الناس ، ثم حملهم عليكم ، يقاتلوكم ، فقالوا : نعم ما رأي هذا الشيخ ، فقال قائل آخر : فإني أرى أن تجعلوه في بيت وتطينو اعليه بابه ، وتدعوه فيه حتى يموت ، فقال الشيطان : بئس ما رأى هذا ، أفترى قومه يتركونه فيه أبدا ؟ لا بدأن يغضبوا له فيخرجوه ، فقال أبو جهل : أرى أنه تخرجوا من كل قبيلة رجلا ثم يأخذوا أسيافهم ، فيضربونه ضربة واحدة ، فلا يدرى من قتله فتدونه ، فقال الشيطان : نعم ما رأى هذا ، فأطلع الله نبيه صلى الله عليه وسلم على ذلك ، فخرج هو وأبو بكر إلى غار في الجبل ،
يقال له ثور ، ونام [ علي ] على فراش النبي صلى الله عليه وسلم ، وباتوا يحرسونه يحسبون أنه النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما أصبحوا قام علي لصلاة الصبح ، بادروا إليه فإذا هم بعلي ، فقالوا : أين صاحبك ، قال : لاأدري فاقتصوا أثره ، حتى بلغوا الغار ، ثم رجعوا ، فمكث فيه هو وأبو بكر ثلاث ليال.
قال معمر : قال الزهري في حديثه عن عروة : فمكثا فيه ثلاث ليال ، يبيت عندهما عبد الله بن أبي بكر ، وهو غلام شاب لقن ، ثقف ، فيخرج من عندهما سحرا ، فيصبح عند قريش بمكة ،كبائت ، فلا يسمع أمرا يكاد ان به إلا وعاه ، حتى يأتيهما بخبر ذلك حين يختلط الظلام ، ويرعى عليهما عامر بن فهيرة مولى أبي بكر منحة من غنم ، فيريحها عليهما حين يذهب ساعة من الليل ، فيبيتان في رسلها ، حتى ينعق بها عامر بن فهيرة بغلس ، يفعل ذلك كل ليلة من الليالي الثلاث.
واستأجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رجلا من بني الديل من بني عبدبن عدي ، هاديا خريتا - والخريت : الماهر بالهداية - قد غمس يمين حلف في آل العاص بن وائل ، وهو على دين كفار قريش ، فأمناه ، فدفعا إليه راحلتيهما ، وواعداه غار ثور بعد ثلاث ، فأتى غارهما براحلتيهما صبيحة ليال ثلاث ، فارتحلا ،وانطلق معهما عامر بن فهيرة مولى أبي بكر ، والدليل الديلي ، فأخذ بهم طريق أذاحر ، وهو طريق الساحل.
قال معمر : قال الزهري : فأخبرني عبد الرحمن بن مالك المدلجي ، وهو ابن أخي سراقة بن جعشم أن أباه أخبره أنه سمع سراقة يقول : جاءتنا رسل كفار قريش يجعلون في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر دية كل واحد منهما ، لمن قتلهما أو أسرهما ، قال : فبينا أنا جالس من مجالس قومي من بني مدلج ، أقبل رجل منهم حتى قام علينا ، فقال : ياسراقة ! إني رأيت آنفا أسودة بالساحل ، أراها محمدا وأصحابه ، قال سراقة : فعرفت أنهم هم ، فقلت : إنهم ليسوا بهم ، ولكنك رأيت فلانا وفلانا ، انطلقوا بغاة ، قال : ثم ما لبثت في المجلس إلا ساعة حتى قمت ، فدخلت بيتي ، فأمرت جاريتي أن تخرج لي فرسي ، وهي من وراء أكمة تحبسها علي ، وأخذت رمحي ، فخرجت به من ظهر البيت ،فخططت بزجي بالارض ، وخفضت عليه الرمح ، حتى أتيت فرمي ، فركبتها ، فرفعتها تقرب بي ، حتى رأيت أسودتهم ، حتى [ إذا ] دنوت منهم ، حيث يسمعون الصوت عثرت بي فرسي ، فخررت عنها ، فقمت فأهويت بيدي إلى كنانتي فاستخرجت منها - أي الازلام - فاستقسمت بها أضرهم أم لا ؟ فخرج الذي أكره ، لاأضرهم ، فركبت فرسي وعصيت الازلام فرفعتها تقرب بي أيضا ، حتى إذا دنوت [ و ] سمعت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو لا يلتفت ، وأبو بكر يكثر الالتفات ساخت يدا فرسى في الارض ، حتى بلغت الركبتين ، فخررت عنها ، فزجرتها ، فنهضت ، فلم تكد تخرج يداها ، فلما استوت قائمة إذا لاثر يديها عثان ساطع في السماء مثل الدخان.
قال معمر : قلت لابي عمرو بن العلاء : ما العثان ؟ فسكت ساعة ثم قال : هو الدخان من غير نار - قال معمر : قال الزهري في حديثه : فاستقسمت بالازلام ، فخرج الذي أكره ، لا أضرهم ، فناديتهما بالامان ، فوقفا ، وركبت فرسي حتى جئتهم ، وقد وقع في نفسي حين لقيت منهم ما لقيت من الحبس عنهم ، أنه سيظهر أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت له : إن قومك جعلوا فيك الدية ، وأخبرتهم من أخبار سفري وما يريد الناس بهم ، وعرضت عليهم الزاد والمتاع ، فلم يرزءوني شيئا ، ولم يسألوني إلا أن أخف عنا ، فسألته أن يكتب لي كتاب موادعة آمن به ، فأمر عامر بن فهيرة فكتبه لي [ في ] رقعة من أدم ، ثم مضى .
قال معمر : قال الزهري : وأخبرني عروة بن الزبير أنه لقي الزبير وركبا من المسلمين ، كانوا تجار المدينة بالشام ، قافلين إلى مكة ، فعرضوا للنبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر ثياب بياض ، يقال : كسوهم : أعطوهم.
وسمع المسلمون بالمدينة بمخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكانوا يغدون كل غداة إلى الحرة ، فينتظرونه حتى يؤذيهم حر الظهيرة ، فانقلبوا يوما بعدما أطالوا انتظاره ، فلما انتهوا إلى بيوتهم ، أوفى رجل من يهود أطما من آطامهم لامر ينظر إليه ، فبصر برسول الله وأصحابه مبيضين ، يزول بهم السراب ، فلم يتناهى اليهودي أن نادى بأعلى صوته : يا معشر العرب ! هذا جدكم الذي تنتظرونه ، فثار المسلمون إلى السلاح ، فلقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى أتوه بظاهر الحرة ، فعدل بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات اليمين ، حتى نزل في بني عمرو بن عوف ، وذلك يوم الاثنين من شهر ربيع الاول ،...وأبو بكر يذكر الناس ، وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم صامتا ، وطفق من جاء من الانصار ممن لم يكن رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحسبه أبا بكر ، حتى أصابت رسول الله صلى الله عليه وسلم الشمس ، فأقبل أبو بكر حتى ظلل عليه بردائه ، فعرف الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك ، فلبث رسول الله صلى الله عليه وسلم في بني عمرو بن عوف بضع عشرة ليلة ، وابتنى المسجد الذي أسس على التقوى ، وصلى فيه ، ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم راحلته ، فسار ، ومشى الناس حتى بركت به عند مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة ، وهو يصلي فيه يومئذ رجال من المسلمين ، وكان مربدا للتمر لسهل وسهيل غلامين يتيمين أخوين في حجر أبي أمامة أسعد بن زرارة من بني النجار ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بركت به راحلته : هذا المنزل إن شاء الله ، ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الغلامين ، فساومهما بالمربد ليتخذه مسجدا ، فقالا : بل نهبه لك يا رسول الله ! فأبى النبي صلى الله عليه وسلم أن يقبله هبة ، حتى ابتاعه منهما ، وبناه مسجدا ، وطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقل معهم اللبن في ثيابه ، وهو يقول : هذا الحمال لاحمال خيبر هذا أبر ربنا وأطهر ويقول :[ اللهم ] إن الاجر أجر الاخرة فارحم الانصار والمهاجره يتمثل رسول الله صلى الله عليه وسلم بشعر رجل من المسلمين لم يسم لي ، ولم يبلغني في الاحاديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تمثل ببيت قط من شعر تام ، غير هؤلاء الابيات ، ولكن كان يرجزهم لبناء المسجد.
فلما قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم كفار قريش ، حالت الحرب بين مهاجرة أرض الحبشة وبين القدوم على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لقوه بالمدينة زمن الخندق ، فكانت أسماء بنت عميس تحدث أن عمر بن الخطاب كان يعيرهم بالمكث في أرض الحبشة ، فذكرت ذلك - زعمت أسماء - لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لستم كذلك ، وكان أول آية أنزلت في القتال (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير) .
Öneri Formu
Hadis Id, No:
80848, MA009743
Hadis:
عبد الرزاق عن معمر عن الزهري في حديثه في عروة قال : فلما كثر المسلمون وظهر الايمان ، فتحدث به المشركون من كفار قريش بمن آمن من قبائلهم ، يعذبونهم ويسجنونهم ، وأرادوا فتنتهم عن دينهم ، قال : فبلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للذين آمنوا به : تفرقوا في الارض ، قالوا : فأين نذهب يا رسول الله ؟ قال : هاهنا ، - وأشار بيده إلى أرض الحبشة ، وكانت أحب الارض إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يهاجر قبلها - فهاجر ناس ذو عدد ، منهم من هاجر بأهله ، ومنهم من هاجر بنفسه ، حتى قدموا أرض الحبشة ، قال الزهري : فخرج في الهجرة جعفر بن أبي طالب بامرأته أسماء بنت عميس الخثعمية ،وعثمان بن عفان - رحمه الله - بامرأته رقية ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وخرج فيها خالد بن سعيد بن العاص بامرأته أميمة ابنة خلف ، وخرج فيها أبو سلمة بامرأته أم سلمة ابنة أبي أمية بن المغيرة ، ورجل من قريش خرجوا بنسائهم ، فولد بها عبد الله بن جعفر ، وولدت بها أمة ابنة خالد بن سعيد ، أم عمرو بن الزبير وخالد بن الزبير ، وولد بها الحارث بن حاطب في ناس من قريش ولدوا بها.
قال الزهري : وأخبرني عروة بن الزبير أن عائشة قالت : لم أعقل أبوي قط إلا وهما يدينان الدين ، ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفي النهار - بكرة وعشية - فلما ابتلي المسلمون ، خرج أبو بكر رضي الله عنه مهاجرا قبل أرض الحبشة ، حتى إذا بلغ برك الغماد لقيه ابن الدغنة وهو سيد القارة ، فقال ابن الدغنة : أين تريد ؟ يا أبا بكر ! فقال أبو بكر أخرجني قومي ، فأريد أن أسيح في الارض ، وأعبد ربي ، فقال ابن الدغنة : مثلك يا أبا بكر لا يخرج ولا يخرج ، إنك تكسب المعدوم ، وتصل الرحم ، وتحمل الكل ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق ، فأنا لك جار ، فارجع فاعبد ربك ببلدك ، فارتحل ابن الدغنة ورجع مع أبي بكر ، فطاف ابن الدغنة في كفار قريش ، فقال : إن أبا بكر خرج ولا يخرج مثله ، أتخرجون رجلا يكسب المعدوم ، ويصل الرحم ، ويحمل الكل ، ويقري الضيف ، ويعين على نوائب الحق ؟ فأنفذت قريش جوار ابن الدغنة ، وأمنوا أبا بكر ، وقالوا لابن الدغنة : مر أبا بكر فليعبد ربه في داره ، وليصل فيها ما شاء ، ولا يؤذينا ، ولا يستعلن بالصلاة والقراءة في غير داره ، ففعل ، ثم بدالابي بكر فبنى مسجدا بفناء داره ، فكان يصلي فيه ويقرأ ، فيتقصف عليه نساء المشركين وأبناءهم ، يعجبون منه ، وينظرون إليه ، وكان أبو بكر رجلا بكاء ، لا يملك دمعه حين يقرأ القرآن ، فأفزع ذلك أشراف قريش ، فأرسلوا إلى ابن الدغنة ، فقدم عليهم ، فقالوا : إنما أجرنا أبا بكر على أن يعبد الله في داره ، وإنه قد جاوز ذلك ، وبنى مسجدا بفناء داره ، وأعلن الصلاة والقراءة ، وإنا قد خشينا أن يفتن نساءنا وأبناءنا ، فأته فأمره ، فإن أحب أن يقتصر على أن يعبد الله في داره فعل ، وإن أبى إلا أن يعلن ذلك ، فاسأله أن يرد عليك ذمتك ، فإناقد كرهنا خفرك ، و [ لسنا ] مقرين لابي بكر بالاستعان ، قالت عائشة : فأتى ابن الدغنة أبا بكر ، فقال : يا أبا بكر قد علمت الذي عقدت لك ، إما أن تقتصر على ذلك ، وإما أن ترجع إلي ذمتي ، فإني لا أحب أن تسمع العرب أني أخفرت في عهد رجل عقدت له ، فقال أبو بكر : فإني أرد إليك جوارك ، وأرضى بجوار الله ورسوله ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ بمكة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين : إني قد أريت دار هجرتكم ، إني أريت دارا سبخة ذات نخل ، بين لابتين ، وهما الحرتان ، فهاجر من هاجر قبل المدينة ، حين ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك ، ورجع إلى المدينة بعض من كان هاجر إلى أرض الحبشة من المسلمين ، وتجهز أبو بكر رضي الله عنه مهاجرا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : على رسلك ، فإني أرجو أن يؤذن لي ، فقال أبو بكر : أترجو ذلك ؟ يا نبي الله ! قال : نعم ، فحبس أبو بكر نفسه على رسول الله صلى الله عليه وسلم لصحبته ، وعلف أبو بكر راحلتين كانتا عنده ورق السمر أربعة أشهر ، قال الزهري : قال عروة : قالت عائشة : فبينا نحن يوما جلوسا في بيتنا ، في نحر الظهيرة ، قال قائل لابي بكر : هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلا متقنعا رأسه ، في ساعة لم يكن يأتينا فيها ، فقال أبو بكر : فداله أبي وأمي ، إن جاء به في هذه الساعة إلا أمر ، قالت : فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاستأذن ، فأذن له ، فدل ،... فقال أبو بكر : إنما هم أهلك بأبي أنت يا رسول الله ! فقال النبي صلى الله عليه وسلم : فإنه قد أذن لي في الخروج ، فقال أبو بكر : فالصحابة بأبي أنت يا رسول الله ! فقال النبي صلى الله عليه وسلم : نعم ، فقال أبو بكر : فخذ بأبي أنت يارسول الله وأمي إحدى راحلتي هاتين ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بالثمن ، قالت عائشة : فجهزناهما أحث الجهاز ، فصنعنا لهما سفرة في جراب ، فقطعت أسماء بنت أبي بكر من نطاقها فأوكت به الجراب ، فلذلك كانت تسمى ذات النطاقين ، ثم لحق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر بغار في جبل يقال له ثور ، فمكثا فيه ثلاث ليال .
قال معمر : وأخبرني عثمان الجزري أن مقسما مولى ابن عباس أخبره في قوله * (وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك) * قال : تشاورت قريش بمكة ، فقال بعضهم : إذا أصبح فأثبتوه بالوثاق ، يريدون النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال بعضهم : بل اقتلوه ، وقال بعضهم : أن أخرجوه ، فأطلع الله نبيه على ذلك ، فبت [ علي ] على فراش النبي صلى الله عليه وسلم تلك الليلة ، وخرج النبي صلى الله عليه وسلم لحق بالغار ، وبات المشركون يحرسون عليا ، يحسبون أنه النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما أصبحوا ثاروا إليه ، فلما رأوا عليا رد الله مكرهم ، فقالوا : أين صاحبك هذا ؟ قال : لا أدري ، فاقتصوا أثره ، فلما بلغوا الجبل اختلط عليهم الامر ، فصعدوا الجبل ، فمروا بالغار فرأوا على بابه نسج العنكبوت ، فقالوا : لو دخل هاهنا لم يكن بنسج العنكبوت على بابه ، فمكث فيه ثلاثا .
قال معمر : قال قتادة : دخلوا في دار الندوة يأتمرون بالنبي صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : لايدخل معكم أحد ليس منكم ، فدخل معهم الشيطان في صورة شيخ من أهل نجد ، فقال بعضهم : ليس عليكم من هذا عين ، هذا رجل من أهل نجد ، قال : فتشاوروا ، فقال رجل منهم : أرى أن تركبوه بعيرا ثم تخرجوه ، فقال الشيطان : بئس ما رأى هذا ، هو هذا قد كان يفسد ما بينكم وهو بين أظهركم ، فكيف إذا أخرجتموه فأفسد الناس ، ثم حملهم عليكم ، يقاتلوكم ، فقالوا : نعم ما رأي هذا الشيخ ، فقال قائل آخر : فإني أرى أن تجعلوه في بيت وتطينو اعليه بابه ، وتدعوه فيه حتى يموت ، فقال الشيطان : بئس ما رأى هذا ، أفترى قومه يتركونه فيه أبدا ؟ لا بدأن يغضبوا له فيخرجوه ، فقال أبو جهل : أرى أنه تخرجوا من كل قبيلة رجلا ثم يأخذوا أسيافهم ، فيضربونه ضربة واحدة ، فلا يدرى من قتله فتدونه ، فقال الشيطان : نعم ما رأى هذا ، فأطلع الله نبيه صلى الله عليه وسلم على ذلك ، فخرج هو وأبو بكر إلى غار في الجبل ،
يقال له ثور ، ونام [ علي ] على فراش النبي صلى الله عليه وسلم ، وباتوا يحرسونه يحسبون أنه النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما أصبحوا قام علي لصلاة الصبح ، بادروا إليه فإذا هم بعلي ، فقالوا : أين صاحبك ، قال : لاأدري فاقتصوا أثره ، حتى بلغوا الغار ، ثم رجعوا ، فمكث فيه هو وأبو بكر ثلاث ليال.
قال معمر : قال الزهري في حديثه عن عروة : فمكثا فيه ثلاث ليال ، يبيت عندهما عبد الله بن أبي بكر ، وهو غلام شاب لقن ، ثقف ، فيخرج من عندهما سحرا ، فيصبح عند قريش بمكة ،كبائت ، فلا يسمع أمرا يكاد ان به إلا وعاه ، حتى يأتيهما بخبر ذلك حين يختلط الظلام ، ويرعى عليهما عامر بن فهيرة مولى أبي بكر منحة من غنم ، فيريحها عليهما حين يذهب ساعة من الليل ، فيبيتان في رسلها ، حتى ينعق بها عامر بن فهيرة بغلس ، يفعل ذلك كل ليلة من الليالي الثلاث.
واستأجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رجلا من بني الديل من بني عبدبن عدي ، هاديا خريتا - والخريت : الماهر بالهداية - قد غمس يمين حلف في آل العاص بن وائل ، وهو على دين كفار قريش ، فأمناه ، فدفعا إليه راحلتيهما ، وواعداه غار ثور بعد ثلاث ، فأتى غارهما براحلتيهما صبيحة ليال ثلاث ، فارتحلا ،وانطلق معهما عامر بن فهيرة مولى أبي بكر ، والدليل الديلي ، فأخذ بهم طريق أذاحر ، وهو طريق الساحل.
قال معمر : قال الزهري : فأخبرني عبد الرحمن بن مالك المدلجي ، وهو ابن أخي سراقة بن جعشم أن أباه أخبره أنه سمع سراقة يقول : جاءتنا رسل كفار قريش يجعلون في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر دية كل واحد منهما ، لمن قتلهما أو أسرهما ، قال : فبينا أنا جالس من مجالس قومي من بني مدلج ، أقبل رجل منهم حتى قام علينا ، فقال : ياسراقة ! إني رأيت آنفا أسودة بالساحل ، أراها محمدا وأصحابه ، قال سراقة : فعرفت أنهم هم ، فقلت : إنهم ليسوا بهم ، ولكنك رأيت فلانا وفلانا ، انطلقوا بغاة ، قال : ثم ما لبثت في المجلس إلا ساعة حتى قمت ، فدخلت بيتي ، فأمرت جاريتي أن تخرج لي فرسي ، وهي من وراء أكمة تحبسها علي ، وأخذت رمحي ، فخرجت به من ظهر البيت ،فخططت بزجي بالارض ، وخفضت عليه الرمح ، حتى أتيت فرمي ، فركبتها ، فرفعتها تقرب بي ، حتى رأيت أسودتهم ، حتى [ إذا ] دنوت منهم ، حيث يسمعون الصوت عثرت بي فرسي ، فخررت عنها ، فقمت فأهويت بيدي إلى كنانتي فاستخرجت منها - أي الازلام - فاستقسمت بها أضرهم أم لا ؟ فخرج الذي أكره ، لاأضرهم ، فركبت فرسي وعصيت الازلام فرفعتها تقرب بي أيضا ، حتى إذا دنوت [ و ] سمعت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو لا يلتفت ، وأبو بكر يكثر الالتفات ساخت يدا فرسى في الارض ، حتى بلغت الركبتين ، فخررت عنها ، فزجرتها ، فنهضت ، فلم تكد تخرج يداها ، فلما استوت قائمة إذا لاثر يديها عثان ساطع في السماء مثل الدخان.
قال معمر : قلت لابي عمرو بن العلاء : ما العثان ؟ فسكت ساعة ثم قال : هو الدخان من غير نار - قال معمر : قال الزهري في حديثه : فاستقسمت بالازلام ، فخرج الذي أكره ، لا أضرهم ، فناديتهما بالامان ، فوقفا ، وركبت فرسي حتى جئتهم ، وقد وقع في نفسي حين لقيت منهم ما لقيت من الحبس عنهم ، أنه سيظهر أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت له : إن قومك جعلوا فيك الدية ، وأخبرتهم من أخبار سفري وما يريد الناس بهم ، وعرضت عليهم الزاد والمتاع ، فلم يرزءوني شيئا ، ولم يسألوني إلا أن أخف عنا ، فسألته أن يكتب لي كتاب موادعة آمن به ، فأمر عامر بن فهيرة فكتبه لي [ في ] رقعة من أدم ، ثم مضى .
قال معمر : قال الزهري : وأخبرني عروة بن الزبير أنه لقي الزبير وركبا من المسلمين ، كانوا تجار المدينة بالشام ، قافلين إلى مكة ، فعرضوا للنبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر ثياب بياض ، يقال : كسوهم : أعطوهم.
وسمع المسلمون بالمدينة بمخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكانوا يغدون كل غداة إلى الحرة ، فينتظرونه حتى يؤذيهم حر الظهيرة ، فانقلبوا يوما بعدما أطالوا انتظاره ، فلما انتهوا إلى بيوتهم ، أوفى رجل من يهود أطما من آطامهم لامر ينظر إليه ، فبصر برسول الله وأصحابه مبيضين ، يزول بهم السراب ، فلم يتناهى اليهودي أن نادى بأعلى صوته : يا معشر العرب ! هذا جدكم الذي تنتظرونه ، فثار المسلمون إلى السلاح ، فلقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى أتوه بظاهر الحرة ، فعدل بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات اليمين ، حتى نزل في بني عمرو بن عوف ، وذلك يوم الاثنين من شهر ربيع الاول ،...وأبو بكر يذكر الناس ، وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم صامتا ، وطفق من جاء من الانصار ممن لم يكن رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحسبه أبا بكر ، حتى أصابت رسول الله صلى الله عليه وسلم الشمس ، فأقبل أبو بكر حتى ظلل عليه بردائه ، فعرف الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك ، فلبث رسول الله صلى الله عليه وسلم في بني عمرو بن عوف بضع عشرة ليلة ، وابتنى المسجد الذي أسس على التقوى ، وصلى فيه ، ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم راحلته ، فسار ، ومشى الناس حتى بركت به عند مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة ، وهو يصلي فيه يومئذ رجال من المسلمين ، وكان مربدا للتمر لسهل وسهيل غلامين يتيمين أخوين في حجر أبي أمامة أسعد بن زرارة من بني النجار ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بركت به راحلته : هذا المنزل إن شاء الله ، ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الغلامين ، فساومهما بالمربد ليتخذه مسجدا ، فقالا : بل نهبه لك يا رسول الله ! فأبى النبي صلى الله عليه وسلم أن يقبله هبة ، حتى ابتاعه منهما ، وبناه مسجدا ، وطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقل معهم اللبن في ثيابه ، وهو يقول : هذا الحمال لاحمال خيبر هذا أبر ربنا وأطهر ويقول :[ اللهم ] إن الاجر أجر الاخرة فارحم الانصار والمهاجره يتمثل رسول الله صلى الله عليه وسلم بشعر رجل من المسلمين لم يسم لي ، ولم يبلغني في الاحاديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تمثل ببيت قط من شعر تام ، غير هؤلاء الابيات ، ولكن كان يرجزهم لبناء المسجد.
فلما قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم كفار قريش ، حالت الحرب بين مهاجرة أرض الحبشة وبين القدوم على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لقوه بالمدينة زمن الخندق ، فكانت أسماء بنت عميس تحدث أن عمر بن الخطاب كان يعيرهم بالمكث في أرض الحبشة ، فذكرت ذلك - زعمت أسماء - لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لستم كذلك ، وكان أول آية أنزلت في القتال (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير) .
Tercemesi:
Açıklama:
Yazar, Kitap, Bölüm:
Abdürrezzak b. Hemmam, Musannef, Meğâzî 9743, 5/384
Senetler:
()
Konular:
HİCRET OLGUSU
Hz. Peygamber, Hicreti
Hz. Peygamber, hitap şekilleri
İbadethane, Mescid-i Nebevi
Kur'an, Ayet Yorumu
NECAŞİ VE HABEŞİSTANA HİCRET
Sahabe, çektikleri sıkıntılar
Şeytan, sembolizmi, bağlanması
Siyer, Hicret, Habeşistan'a hicret
Siyer, hicret, öncesinde Mekke ve hatıralar
Siyer, Hz. Peygamber'in Mekke döneminde çektiği sıkıntılar
Suikast, Hz. Peygamber'e yapılan
Yazı, Yazışma, Hz. Peygamber döneminde yazışma,
عبد الرزاق عن معمر عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد ابن عمرو بن حزم أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب لهم كتابا فيه : في الانف إذا أوعى مائة من الابل ، والجائفة ثلث النفس ، والمأمومة مثلها ، والعين خمسون ، واليد خمسون ، والرجل خمسون ، وفي كل إصبع منها هنالك من أصابع اليدين والرجلين عشر ، والسن خمس ، والموضحة خمس ، وفي الغنم في الاربعين إلى العشرين والمائة شاة ، فإذا ما جاوزت إلى أن تبلغ مائتين فشاتان ، فإذا جاوزت مأتين إلى أن تبلغ ثلاث مائة ففيها ثلاث شياه ، فإذا بلغت أكثر من ذلك فاعدد في كل مائة شاة ، وفي الابل إذا كانت خمسا وعشرين إلى خمس وثلاثين ففيها ابنة مخاض ، فإن لم توجد بنت مخاض في الابل فابن لبون ذكر ، فإذا كانت ستا وثلاثين إلى خمس وأربعين ففيها بنت لبون فإذا كانت ستاوأربعين إلى أن تبلغ الستين ففيها حقة ، فإذا كانت أكثر من ذلك إلى خمس وسبعين فإن فيها جذعة ، فإن كانت أكثر من ذلك إلى تسعين فيها بنتا لبون ، فإذا كانت أكثر من ذلك إلى عشرين ومائة ففيها حقتان ، فإذا كانت أكثر من ذلك فاعدد في كل خمسين حقة ، وما كان أقل من خمس وعشرين ففي كل خمس شاة ، ليس فيها هرمة ، ولا ذات عوار من الغنم ، وفي البقر [ في كل ] ثلاثين تبيع ، وفي كل أربعين مسنة.
Öneri Formu
Hadis Id, No:
91436, MA006793
Hadis:
عبد الرزاق عن معمر عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد ابن عمرو بن حزم أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب لهم كتابا فيه : في الانف إذا أوعى مائة من الابل ، والجائفة ثلث النفس ، والمأمومة مثلها ، والعين خمسون ، واليد خمسون ، والرجل خمسون ، وفي كل إصبع منها هنالك من أصابع اليدين والرجلين عشر ، والسن خمس ، والموضحة خمس ، وفي الغنم في الاربعين إلى العشرين والمائة شاة ، فإذا ما جاوزت إلى أن تبلغ مائتين فشاتان ، فإذا جاوزت مأتين إلى أن تبلغ ثلاث مائة ففيها ثلاث شياه ، فإذا بلغت أكثر من ذلك فاعدد في كل مائة شاة ، وفي الابل إذا كانت خمسا وعشرين إلى خمس وثلاثين ففيها ابنة مخاض ، فإن لم توجد بنت مخاض في الابل فابن لبون ذكر ، فإذا كانت ستا وثلاثين إلى خمس وأربعين ففيها بنت لبون فإذا كانت ستاوأربعين إلى أن تبلغ الستين ففيها حقة ، فإذا كانت أكثر من ذلك إلى خمس وسبعين فإن فيها جذعة ، فإن كانت أكثر من ذلك إلى تسعين فيها بنتا لبون ، فإذا كانت أكثر من ذلك إلى عشرين ومائة ففيها حقتان ، فإذا كانت أكثر من ذلك فاعدد في كل خمسين حقة ، وما كان أقل من خمس وعشرين ففي كل خمس شاة ، ليس فيها هرمة ، ولا ذات عوار من الغنم ، وفي البقر [ في كل ] ثلاثين تبيع ، وفي كل أربعين مسنة.
Tercemesi:
Açıklama:
Yazar, Kitap, Bölüm:
Abdürrezzak b. Hemmam, Musannef, Zekât 6793, 4/4
Senetler:
()
Konular:
Yargı, Diyet miktarı
Yargı, diyet, azaların
Yazı, Yazışma, Hz. Peygamber döneminde yazışma,
Zekat, hangi mallardan, ve ne kadar verileceği
Zekat, mallarının nisabı
Öneri Formu
Hadis Id, No:
150392, BS13498
Hadis:
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِىٍّ الرُّوذْبَارِىُّ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا قُرَّةُ قَالَ سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِى ابْنَ الشِّخِّيرِ قَالَ : كُنَّا بِالْمِرْبَدِ فَجَاءَ رَجُلٌ أَشْعَثُ الرَّأْسِ بِيَدِهِ قِطْعَةُ أَدِيمٍ أَحْمَرَ فَقُلْنَا : كَأَنَّكَ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ قَالَ : أَجَلْ. قُلْنَا : نَاوِلْنَا هَذِهِ الْقِطْعَةَ الأَدِيمَ فَنَاوَلَنَاهَا فَقَرَأْنَا مَا فِيهَا فَإِذَا فِيهَا :« مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى بَنِى زُهَيْرِ بْنِ أُقَيْشٍ إِنَّكُمْ إِنْ شَهِدْتُمْ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَأَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَأَدَّيْتُمُ الْخُمُسَ مِنَ الْمَغْنَمِ وَسَهْمَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- وَسَهْمَ الصَّفِىِّ أَنْتُمْ آمِنُونَ بِأَمَانِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ». فَقُلْنَا : مَنْ كَتَبَ لَكَ هَذَا؟ قَالَ : رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-.
Tercemesi:
Açıklama:
Yazar, Kitap, Bölüm:
Beyhakî, Sünen-i Kebir, Nikah 13498, 13/528
Senetler:
1. Ebu Ala Yezid b. Abdullah el-Amirî (Yezid b. Abdullah b. Şihhîr b. Avf b. Ka'b)
2. Ebu Halid Kurra b. Halid es-Sedûsî (Kurra b. Halid)
3. Ebu Amr Müslim b. İbrahim el-Ferahidi (Müslim b. İbrahim)
4. Ebû Dâvûd es-Sicistânî (Süleyman b. el-Eş'as b. İshak es-Sicistâni)
5. Ebû Bekir Muhammed b. Dâse el-Basrî (Muhammed b. Bekir b. Muhammed b. Abdurrezzak b. Dâse)
6. Ebu Ali Hasan b. Muhammed et-Tûsî (Hüseyin b. Muhammed b. Muhammed b. Ali b. Hâtim)
Konular:
Ganimet, ganimetten Hz. Peygambere ayrılan pay
Ganimet, Humus, ganimetin beşte biri
Hadis, hadislerin yazılması
İman, Esasları, Allah'a ve Rasulüne iman
KTB, İMAN
Namaz, Farziyeti
Yazı, Yazışma, Hz. Peygamber döneminde yazışma,
Zekat, farziyeti
عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال : لا قود على المسلم من كافر ، كتب النبي صلى الله عليه وسلم في الكتاب الذي كتب بين قريش والانصار : أن لا يقتل مؤمن بكافر ، قال معمر : أخبرنيه الزهري.
Öneri Formu
Hadis Id, No:
84960, MA018502
Hadis:
عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال : لا قود على المسلم من كافر ، كتب النبي صلى الله عليه وسلم في الكتاب الذي كتب بين قريش والانصار : أن لا يقتل مؤمن بكافر ، قال معمر : أخبرنيه الزهري.
Tercemesi:
Açıklama:
Yazar, Kitap, Bölüm:
Abdürrezzak b. Hemmam, Musannef, Ukûl 18502, 10/98
Senetler:
()
Konular:
Kısas, gayrı müslime
Siyer, Hudeybiye Anlaşması
Yazı, Yazışma, Hz. Peygamber döneminde yazışma,
أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا ابن جريج قال : سألت عطاء ، فقلت : المجوس أهل الكتاب ؟ قال : لا ، [ قلت : ] فالاسبذيون ؟ [ قال : ] وجد كتاب النبي صلى الله عليه وسلم لهم - زعموا - بعد إذ أراد عمر أن يأخذ الجزية منهم ، فلما وجده تركهم ، قال : قد زعموا ذلك .
Öneri Formu
Hadis Id, No:
86804, MA019252
Hadis:
أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا ابن جريج قال : سألت عطاء ، فقلت : المجوس أهل الكتاب ؟ قال : لا ، [ قلت : ] فالاسبذيون ؟ [ قال : ] وجد كتاب النبي صلى الله عليه وسلم لهم - زعموا - بعد إذ أراد عمر أن يأخذ الجزية منهم ، فلما وجده تركهم ، قال : قد زعموا ذلك .
Tercemesi:
Açıklama:
Yazar, Kitap, Bölüm:
Abdürrezzak b. Hemmam, Musannef, Ehl-i Kitabeyn 19252, 10/325
Senetler:
()
Konular:
Mecusiler
Yazı, Yazışma, Hz. Peygamber döneminde yazışma,
Yönetim, cizye, gayr-i müslimlerden
أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا ابن جريج قال : أخبرني جعفر أيضا عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب لاهل هجر : ألا يحمل على محسن ذنب مسئ ، وإني لو جاهدتكم أخرجتكم من هجر .
Öneri Formu
Hadis Id, No:
86806, MA019254
Hadis:
أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا ابن جريج قال : أخبرني جعفر أيضا عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب لاهل هجر : ألا يحمل على محسن ذنب مسئ ، وإني لو جاهدتكم أخرجتكم من هجر .
Tercemesi:
Açıklama:
Yazar, Kitap, Bölüm:
Abdürrezzak b. Hemmam, Musannef, Ehl-i Kitabeyn 19254, 10/325
Senetler:
()
Konular:
Mecusiler
Yazı, Yazışma, Hz. Peygamber döneminde yazışma,
عبد الرزاق عن معمر عن عبد الله بن عبد الرحمن الانصاري عن ابن المسيب قال : قضى عمر بن الخطاب في الاصابع بقضاء ، ثم أخبر بكتاب كتبه النبي صلى الله عليه وسلم لال حزم : في كل أصبع مما هنالك عشر من الابل ، فأخذ به وترك أمره الاول.
Öneri Formu
Hadis Id, No:
89129, MA017706
Hadis:
عبد الرزاق عن معمر عن عبد الله بن عبد الرحمن الانصاري عن ابن المسيب قال : قضى عمر بن الخطاب في الاصابع بقضاء ، ثم أخبر بكتاب كتبه النبي صلى الله عليه وسلم لال حزم : في كل أصبع مما هنالك عشر من الابل ، فأخذ به وترك أمره الاول.
Tercemesi:
Açıklama:
Yazar, Kitap, Bölüm:
Abdürrezzak b. Hemmam, Musannef, Ukûl 17706, 9/385
Senetler:
()
Konular:
Hadis, hadislerin yazılması
Yargı, Diyet miktarı
Yargı, diyet, azaların
Yazı, Yazışma, Hz. Peygamber döneminde yazışma,
أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب قال : قرأت كتابا : من العلاء بن الحضرمي إلى محمد رسول الله.
Öneri Formu
Hadis Id, No:
90194, MA020912
Hadis:
أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب قال : قرأت كتابا : من العلاء بن الحضرمي إلى محمد رسول الله.
Tercemesi:
Açıklama:
Yazar, Kitap, Bölüm:
Abdürrezzak b. Hemmam, Musannef, Câmi' 20912, 11/428
Senetler:
()
Konular:
Yazı, Yazışma, Hz. Peygamber döneminde yazışma,
عبد الرزاق عن معمر قال : كتب عمر بن عبد العزيز إلى عامله في امرأة قتل زوجها عمدا ، أو رجل قتلت امرأته عمدا : إن اصطلحوا على الدية ، فورثه من دية امرأته النصف ، إلا أن يكون لها ولد فورثه الربع ، وورثها من دية زوجها الربع ، فإن كان له ولد فالثمن ، فإن أحبوا أن يقتلوا قتلوا ، وإن أحبوا أن يعفوا عفوا ، قال : وأخبرني رجل من أهل الجزيرة أن عمر كتب به إليهم.
Öneri Formu
Hadis Id, No:
90434, MA017772
Hadis:
عبد الرزاق عن معمر قال : كتب عمر بن عبد العزيز إلى عامله في امرأة قتل زوجها عمدا ، أو رجل قتلت امرأته عمدا : إن اصطلحوا على الدية ، فورثه من دية امرأته النصف ، إلا أن يكون لها ولد فورثه الربع ، وورثها من دية زوجها الربع ، فإن كان له ولد فالثمن ، فإن أحبوا أن يقتلوا قتلوا ، وإن أحبوا أن يعفوا عفوا ، قال : وأخبرني رجل من أهل الجزيرة أن عمر كتب به إليهم.
Tercemesi:
Açıklama:
Yazar, Kitap, Bölüm:
Abdürrezzak b. Hemmam, Musannef, Ukûl 17772, 9/399
Senetler:
()
Konular:
Kısas, erkek ve kadının birbirini yaralama/öldürme durumunda
Tarihsel şahsiyetler, Ömer b. Abdülaziz
Yargı, diyet malının kullanımı, miras bırakılması
Yargı, miras Hukuku
Yazı, Yazışma, Hz. Peygamber döneminde yazışma,
عبد الرزاق عن معمر عن أيوب قال : كنت أسمع زمانا من الزمان أنهم كانوا يقولون : خذوا منا ما أخذ النبي صلى الله عليه وسلم ، فكنت أعجب حين لم يقبلوا منهم ذلك ، حتى حدثني الزهري أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب كتابا فيه هذه الفرائض ، فقبض النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يكتب إلى العمال ، فأخذ به أبو بكر وأمضاه بعده على ما كتب ، لا أعلمه إلا ذكر البقر أيضا .
Öneri Formu
Hadis Id, No:
91674, MA006853
Hadis:
عبد الرزاق عن معمر عن أيوب قال : كنت أسمع زمانا من الزمان أنهم كانوا يقولون : خذوا منا ما أخذ النبي صلى الله عليه وسلم ، فكنت أعجب حين لم يقبلوا منهم ذلك ، حتى حدثني الزهري أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب كتابا فيه هذه الفرائض ، فقبض النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يكتب إلى العمال ، فأخذ به أبو بكر وأمضاه بعده على ما كتب ، لا أعلمه إلا ذكر البقر أيضا .
Tercemesi:
Açıklama:
Yazar, Kitap, Bölüm:
Abdürrezzak b. Hemmam, Musannef, Zekât 6853, 4/25
Senetler:
()
Konular:
Kültürel Hayat, yazışmalar, sahabelerin vs.
Yazı, Yazışma, Hz. Peygamber döneminde yazışma,
Zekat, hangi mallardan, ve ne kadar verileceği